التضمين بين التراث والتناص

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

التضمين مصطلح عربي قديم، أقدم من تناوله لغويًا وبلاغيًا عبدالله بن المعتز (ت: 296ه) بعدما قدمه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 100ه- 180ه) في کتابه العين. وقد مر المصطلح بمراحل تطور وازدهار بدءًا بالقرن الرابع إلى القرن السادس الهجريين؛ حيث جعل الرماني (ت: 384ه) للتضمين بابًا مخصصًا في کتابه النکت في إعجاز القرآن الکريم، وذَکره الباقلاني (ت: 403ه) في کتابه إعجاز القرآن. وقسًم ابن الأثير الحلبي (ت: 737ه) التضمين قسمين: معيب وغير معيب. وأوضح ابن قيم الجوزيه (ت: 751ه) أن الاقتباس يسمى التضمين في کتابه الفوائد، المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان، کما أوضح نماذج من التضمين المعيب وهو أن يأتي جماعة من الشعراء في أشعارهم بآيات من کتاب الله يستشهدون بها في واقعة ويصرفون کلام الله عن وجهته الصحيحة ويخرجون على المعنى الذي أُريد به في هذه الآيات البينات. أما التناص فهو مصطلح غربي طرحته جوليا کرديستيفا البلغادية الأصل عام 1966م، وقد أخذت اللغة الحوارية من أستاذها الروسي ميخائيل باحتين 1928م وطورتها إلى مفهوم التناص؛ الأمر الذي أحدث ثورة في اللغة الشعرية وهو عنوان کتابها المعروف. اکتسب التناص شهرة کبيرة فيما بعد بين جميع الکتابات. ويرى د.محمد عبدالمطلب أن التناص هو التقاطع داخل نص لتعبير مأخوذ من نصوص أخرى أي أنه نقل تعبيرات سابقة.
ويرى مارک انجينو أن مصطلح التناص يشترک في استخداماته مع مصطلح البنيوية وهو أمر غير مقبول ويدعو إلى الابتذال لأن لکل عمل صانع کما أن للوجود خالقه، ومن هنا جاءت دعاوي تنادي بموت التناص وظهور صحوة العودة إلى التاريخ إلى المنابع إلى التضمين

الكلمات الرئيسية