صحة الرجل بعد الأربعين بين مفاهيم الذکورة والرجولة دراسة فى الأنثروبولوجيا البيولوجية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاجتماع - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

يعد سن ما بعد الأربعين من المراحل العمرية التى تدور حوله العديد من المفاهيم والرؤى الثقافية والاجتماعية والنفسية والدينية والبيولوجية، والتى ترتبط بالرجل وتؤثر فى نظرته لذاته بعد الأربعين وفى أسلوب حياته الصحى أيضًا. وانطلاقًا من ذلک جاء هدف هذا البحث فى التعرف على رؤية الرجل لذاته بعد الأربعين من حيث التغيرات البيولوجية المرتبطة بعامل السن ومدى تأثيرها على صحته العامة وصحته الذکورية/ الجنسية، والتعرف على أسلوب الحياة الصحى الذى يتبعه فى ظل الثقافة الذکورية المرتبطة بجنس الرجل کذکر، والثقافة الرجولية المرتبطة بالرجل کنوع اجتماعى وبالأدوار الاجتماعية المفروضة عليه والتى تمنحه الرجولة. ومدى ارتباط ذلک الجانب الثقافى بمفاهيم الصحة والمرض، حيث حاول البحث الراهن أن يمزج بين الثقافة والجانب البيولوجى المرتبط بالصحة والمرض. وإلى جانب ما سبق تطرق البحث إلى العوامل البيئية الثقافية المرتبطة بالمکان الذى يحيا فيه الرجل ويتفاعل سواء داخل بيئة التنشئة الاجتماعية (الموطن الأصلى)، أو بيئة الموطن الحالى الذى يسکن فيه، أو بيئة المهنة التى يعمل بها، وتأثير ذلک على وعيه الصحى وممارساته الصحية، هذا بالإضافة إلى تناول البحث للأبعاد الاجتماعية المؤثرة على أسلوب الحياة الصحى: کالبعد التعليمى، والمهنى، والطبقى، والحالة الزواجية. کما تعرض البحث إلى تأثير العوامل البيولوجية التى يأتى على رأسها سن ما بعد الأربعين والمراحل العمرية التى تليه. وأخيرًا اهتم البحث بالتأثير النفسي الناجم عن ضغط الدور وصراع الأدوار والذى قد يؤثر بالضرر على صحة الرجل العامة وصحته الذکورية خاصة وأسلوب حياته الصحى أيضًا.
وقد انتهى البحث إلى أن الرجل يهتم بصحته إلى حد کبير وذلک لاعتبارات ثقافية واجتماعية عديدة، إلى جانب تأثير سن ما بعد الأربعين وما يدور حوله من مفاهيم ورؤى فى دفع الرجل إلى المزيد من الاهتمام، وقد تبين اختلاف أسلوب الحياة الصحى المتبع وفقًا للمستوى الثقافى والاجتماعى للرجل.
ويعد هذا البحث جزءًا من رسالة دکتوراه بعنوان: أسلوب الحياة الصحى عند الرجل بعد الأربعين - دراسة فى الأنثروبولوجيا البيولوجية بمدينة القاهرة. وتنتمى الرسالة إلى أحد فروع علم الأنثروبولوجيا وهو الأنثروبولوجيا البيولوجية، وفيها تحاول الباحثة التعرف على أسلوب الحياة الصحى الذى يتبعه الرجل بعد سن الأربعين فى ضوء تأثير العوامل: البيولوجية، والاجتماعية، والثقافية، والنفسية، ولقد استند البحث الراهن على نموذجى الجنس والنوع، ونظرية الدور کإطار نظري موجه، کما اعتمد على المنهج الأنثروبولوجى، والمدخل البيو ثقافى، والمدخل الإيکولوجى الثقافى کإطار منهجي، وجاءت حالات الدراسة متنوعة فى الأبعاد الاجتماعية والثقافية والبيولوجية، وبلغ عددها ستة عشر حالة. وقد أُجريت الدراسة بمدينة القاهرة بين أحياء شعبية وأخرى متحضرة وکان نوع المهنة هو محور الاختيار.