مشکلات المرأة المعيلة بين الدراما التليفزيونية والواقع دراسة حالة لبعض العاملات فى الخدمة المنزلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - قسم الاجتماع - جامعة عين شمس

المستخلص

لم تظهر أجندة البحوث الإعلامية اهتماما کافيا بمشکلات النساء المعيلات اللاتى يعملن فى المجال الخدمى بالمنازل؛ لذلک فإن مسلسل "الحساب يجمع" بوصفه نموذجًا لقضايا هذه الفئة يستحق الدراسة؛ ومن ثم تهدف هذه الدراسة لعرض وتحليل أوضاع هذه الفئة ومشکلاتها کما تعکسها المعالجة الدرامية ومقارنتها بالواقع، کما أنها تناقش الآليات والحلول المطروحة فى المسلسل ومدى واقعيتها؛ لمساعدة القائمين على السياسات والمؤسسات المعنية فى وضع آليات وحلول للنساء المعيلات وأسرهن؛ من أجل إيجاد فرص أفضل لتحسين أوضاعهن.
ومن هنا ينقسم البحث إلى ثلاثة أقسام: أولا، الإطار النظرى: فيقدم نظرية ما بعد النسوية التى تنطلق منها الدراسة، والأدبيات السوسيولوجية والإعلامية المرتبطة بدراسة المرأة المعيلة ، ثانيا، الإجراءات المنهجية: فتعرض منهجية دراسة تحليل المضمون الکيفى للمسلسل من حيث فکرته، وموضوعه، ووحدة التحليل؛ لمقارنتها بنتائج الدراسة الميدانية التى خضعت فى التصميم البحثى للمنهج الأنثروبولوجى؛ بأدواته من دراسة الحالة، والمقابلة، والملاحظة بالمعايشة، وأسلوب التاريخ الشفاهى، ودليل جمع المادة؛ لمقارنة هذا الطرح الإعلامى من حيث المواقف والأشخاص والأحداث بواقع حياة الحالات فى الواقع. ثالثا، أهم النتائج المستخلصة للدراسة: اقتراب الخطوط الرئيسة فى المسلسل من الواقع، فيبرز أوضاع ومشکلات هذه الفئة الاقتصادية وتکبيلها بالديون؛ واستغلالها من جانب الأثرياء من نفس "الحتة"، وإن کان الواقع قد أوضح أنه کثيراً ما تجد الحالات على أرض الواقع حلولا ومساعدات من جانب مخدوماتها. وتعانى نسبة من هذه الفئة من سوء معاملة المخدومات وزوجها وأبنائها، والجديد الذى طرحه المسلسل- وثبت صدقه فى الواقع -هو ظاهرة استغلال بعض الخادمات لحاجة المخدومات لهن نظرًا لتزايد الطلب عليهن ، کذلک يظهر المسلسل أنه بالرغم من قهر الأزواج فإن النساء يلجأن لميکانيزمات عديدة للدفاع عن أنفسهن منها أنوثتهن-سلاح المرأة الأزلى الذى أکدته نظرية ما بعد النسوية- کما أنها قد تلجأ لمواجهة العنف بالعنف. کما تستمد قوتها أيضا من شبکة علاقاتها الاجتماعية بذوى النفوذ. کذلک أوضحت الدراسة أن هذه الفئة فى حاجة للشعور بالأمان؛ وذلک للتهديد الدائم بفقدان المأوى والمسکن، کما أن تطلعاتها هى وبناتها لحياة مماثلة لمخدوماتها قد يدفعهن للزواج من طبقات أعلى بشروط مجحفة کإبقاء الزواج سرا أو عدم الإنجاب، وهذا يظهر صعوبة الصعود الاجتماعى للأبناء، وإن کانت الباحثة من خلال الدراسة المتعمقة وجدت أن الحل فى التوعية بأهمية التعليم والعمل من أجل الارتفاع بالمستوى الاجتماعى لجيل الأحفاد.
کما توصى الدراسة بأهمية تضافر جهود الجهات المسئولة فى الإعلام، ومتخذى القرار أن يعيروا اهتماما خاصا بهذه الفئة فتساعدها على تغيير الصورة السلبية لها، وتحقيق أحلامها؛ حتى لا يعد عملها وصمة عار فيتولد لديها حنق على المجتمع.

الكلمات الرئيسية