تفسير الممارسات الحجاجية من منظور تداولي إدراکي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية وآدابها، کلية الآداب، جامعة عين شمس، القاهرة، مصر

المستخلص

هذا البحث هو ثمرة الاطلاع على إسهامات مجموعة من الباحثين في مجال التداولية الإدراکية ممن يتبنون نظرية الصلة إطارا نظريا ومنهجيا لمقاربة الممارسات الحجاجية. وإذا کان أمرا مسلما به أن المقاربتين الجدلية والبلاغية هما الأبرز عبر تاريخ دراسة الحجاج، فإن تبنى مقاربة تداولية إدراکية يعين الدارس على النظر النقدي في هاتين المقاربتين، بغية إثرائهما وتعديلهما.
ترکّز المقاربة التداولية الإدراکية للحجاج على بعد التفسير، معطية إياه الأسبقية على بعدي التقييم الجدلي والوصف البلاغي. وتحاول أن تتقصّى العمليات التفسيرية والتقييمية التي تحدث داخل الدماغ البشري عند استقبال التلفظات، منطلقةً من لاعصمة الإدراک البشري، وحتمية حدوث المعالجة السطحية للمعلومات، خاصة في السياقات التفسيرية المصممة عمدا لضمان ذلک.
يرکّز البحث على جانبين من جوانب دراسة الظاهرة الحجاجية. يتمثل الأول في دراسة المغالطات بوصفها أمثلة لسلوکيات تلاعبية، غير تعاونية. يشرح البحث کيف أن نجاح مرتکب المغالطة في تمريرها بوصفها نقلة حجاجية سليمة يتوقف على تصميم السياقات التفسيرية، على نحو يجبر المخاطبين على تفسير تلک النقلات في سياقات غير ذات صلة فعلية. ويشرح البحث هذه الفکرة بالتطبيقة على أمثلة لمغالطات ثلاث: التوسل بالأکثرية، والتوسل بالمرجعية، ورجل القش.
أما الجانب الثاني فيتعلَّق بإعادة بناء الخطاب الحجاجي، وعلى وجه الخصوص اختيار الصياغة المناسبة للحد الأمثل التداولي للمقدمة الکبرى من بين عدة صياغات مقترحة. يشرح البحث کيف أن المعادلة الإدراکية الواردة في نظرية الصلة، والخاصة بأن الصلة المثلى تتجسد حين يحدث الاتزان بين الحد الأدنى من الجهد الإدراکي والحد الأقصى من الصلاحية الإبستيمية- هذه المعادلة تعين محلل الخطاب الحجاجي على اختيار الحد الأمثل التداولي، بما يعينه من ثم على عزو التزامات صحيحة للمنخرطين في النقاش الحجاجي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية