فعالية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي في خفض ضغوط مابعد الصدمة لدى عينة من تلاميذ مرحلة التعليم الاساسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم النفس - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

تأخذ ردود أفعال الأطفال للصدمات مظاهر وأنماطاً متعددة، و الأطفال الذين يعيشون خبرات وأحداثاً صدمية قد تنشأ عندهم أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة مثل أعراض استرجاع الخبرة المؤلمة وردود الأفعال الإحجامية والاستثارة الزائدة، وقد يخبر الأطفال أيضاً صعوبات الانفصال والغضب والوحدة ومشکلات الذاکرة والاکتئاب والقلق، وقد يبدي الأطفال الأصغر سناً سلوکاً نکوصياً وتدميرياً وعلى الرغم من أن المعالم العامة لآثار الصدمة عندهم تکون متماثلة فإن ما يبدو من أعراض ومظاهر لهذه الآثار ومن خصائص لهذا الاضطراب قد تتباين وفقاً للبعد النمائي، أي وفقاً لمتغير عمر الطفل وخصائص النمو
ومتطلباته ومشکلاته في مراحل النمو المختلفة، فما يتحقق للطفل من منجزات نمائية، سواء في مجالات النمو المعرفي أو الانفعالي أو الاجتماعي إنما يؤثر على رد أفعال الطفل للصدمة کما أن شدة الحدث الصدمي ومدته ومدى قرب الطفل منه ومقدار المساندة والدعم الاجتماعي الذي قدم للطفل أثناء الموقف الصادم وبعده، کل هذه العوامل تتدخل في تأثير الصدمة عليه
                                                         (منال الشيخ ومطاوع برکات ، 2011 : 865)
  وهذا ما أکدت جمعية الطب النفسي الأمريکي في النسخة الرابعة من الدليل التشخيصي والاحصائى (DSM-TV )  حيث تکون خصائص الشخصية لدى هؤلاء الأفراد الذين تعرضوا للصدمات بشکل مباشر محددة وفق ثلاثة أبعاد أساسية : وهى العجز، والتمزق الحاد ، وحالة الانزعاج القصوى ، فالفرد يشعر بالعجز التام حيال الحدث الصادم ، بمعنى إنه يفقد القدرة على محاربة أي تأثير أو سيطرة على الموقف ، فهى خبرة العجز لدى الفرد کما إنه فى عالم يختلف عن عالمة السابق ، فالصورة التي کان يحملها عن نفسة وعن بيئته لم تعد تلائم الموقف الجديد ؛ لأن الحدث الصادم قد قذف به فى عالم مختلف تماماً ، الأمر الذي يجعل معه الفرد أمام حالة التمزق الحاد وهذا هو البعد الثاني ، أما حالة الانزعاج القصوى فإن الفرد يخبر انزعاجا حاداً ويفقد القدرة على التکيف المطلوب مع ظروف الحدث الصدمى ، وتختل لدية الوظائف النفسية والفسيولوجية بصورة عنيفة مختلفة عما کانت عليه من قبل (APA, 1994 :  427  )
     لقداکدت النظريات المفسرة للضغوط أن شدة الصدمة الواقعة على الفرد نتيجة تعرضه لأحداث صدمية ضاغطة تخرج عن المألوف کالحوادث الشديدة أو الإصابات البليغة أو فقدان الممتلکات أو الأشخاص الأعزاء أو التهديد بفقدان الحياة أو غير ذلک من الأحداث التى تخرج عن نطاق الحياة الإعتيادية قد تسفر عن معاناة سيکلوجية متعددة الأبعاد تنعکس سلباً على سلوکهم وشخصيتهم فى الحياة بما فى ذلک اللجوء إلى أساليب غير توافقية فى تعاطيهم مع شئون الحياة اليومية ومشکلاتها الموقفية المعتادة    
                                                                       ( Evans , 2003:128) .
    هذا وقد تتطور بعد الخبرة الصادمة مجموعة من الإستجابات ، بحيث يعانى الفرد من إضطرابات عميقة ، وتبقى الأفکار والأوهام لفترة زمنية تطول أو تقتصر لعدة سنوات أو أشهر ، وقد تظل هذه الإستجابات کامنة لفترة معينة ثم تظهر بعد فترة من خبرة الحدث الصدمى ، وقد فسرت هذه المعاناة وهذه الأعراض بأنها ضغوط ما بعد الصدمة                                                                   ( Watsonet,1988 :567)
ويعتبر هذا الاضطراب وفق للتشخيص الرابع المعدل اضطراباً ضغطياً يلى الصدمة ، ويحدث بعد تجارب مرعبة ، فيصيب الأفراد الذين تعرضوا لحوادث صدمية کالکوارث الطبيعية والکوارث الاصطناعية (2000:45 ،APA) ، حيث يعانى الأفراد المصابين بهذا الاضطراب من أفکار مرعبة مستعصية ، وذکريات مؤلمة ذات صلة بالحادث الصدمى الذى يسبب لهم دوما تهديداً للحياه والإنذار بقرب الموت ، ويستذکرونه على شکل کوابيس وإستذکارات مزعجة في النهار ، کما يعانون من مشاکل فى النوم والکأبة، والشعور بالانعزال ، والبرود الانفعالي ، وانعدام الحس ، وتضاءل الاهتمام بالأمور التي اعتادوا على ممارستها ، والشعور بالهيجان والعدوانية أکثر من ذي قبل ، وتجنبهم الأماکن والمواقف المسببة لهم الذکريات الأليمة                                                                   ( سليم عمار ،185:2002 )                  
وقد أکدت نتائج دراسة 1983:345) ، Terr) أن بعض ضحايا الحروب والکوارث الطبيعية قد بدت عليهم عوارض نفسية شديدة ، وذلک نتيجة لأحداث صادمة عاشها رغم مرور سنوات على تلک الخبرة. حيث يفسر الاتجاه العقلاني الانفعالي حدوث الضغوط النفسية من خلال إدراک الفرد وتفاعله مع الأحداث، فالطريقة التي يفکر بها ويفسر الأحداث، وما يحمله من معتقدات هي السبب في المشاعر السلبية والمشکلات التکيفية، فالأحداث التي تسبب عند بعض الأفراد مشکلات انفعالية أو فسيولوجية لا تسبب للآخرين أي مشکلات، والسبب أن المشکلة تتکون نتيجة لإدراکاتنا وتفاعلاتنا مع الأحداث وطريقة تفسيرنا لها، ولا يوجد شيء ضاغط بنفسه، لکن طريقة تفکير الفرد وتفسيره للحدث هو الذي يجعله کذلک

الكلمات الرئيسية