نظرية الفيض عند أبروقلس، وأثرها في الفکر الفلسفي الإسلامي ( الفارابي، وابن سينا نموذجاً )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الفلسفة اليونانية کلية التربية - جامعة الإسکندرية

المستخلص

     من الأمور ذات المغزي في شأن الفلسفة، الاعتناء بحياة الفکر، في تطوره، بفعل انتقاله عبر الحضارات المختلفة. فانفتاح بعض الحضارات علي بعضها، يتبعه، بلا أدني شک، احتکاک الثقافات، الأمر الذي ينتهي إلي تآلفها، أو صراعها، ولا نستطيع أن نستثني الحضارة الإسلامية من هذه القاعدة؛ فعلي الرغم من اختلاف الروح اليونانية، عن الروح الإسلامية، إلا أن محاولات فلاسفة ومتکلمي الإسلام، في التوفيق بين الفکرين، رغم تعارضهما، قد أثمرت عن الکثير من النظريات الفلسفية المهمة، التي أظهرت مدي الاهتمام بأعلام الفکر اليوناني. ويمکننا القول إن أثر الأفلاطونية المحدثة الممثل في أفلوطين (ت/ 270م)، وأبروقلس (ت/485م) لا يقل، أبداً، عن أثر أرسطو في العالم الأسلامي،فلقد کان لکتابي أبروقلس: (الإيضاح في الخير المحض)، و(عناصر اللآهوت) أثر بالغ الأهمية في الفکر الفلسفي الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بنظرية الفيض، والتي عُرفت في الفکر الإسلامي بنظرية (العقول العشرة)، خاصة عند کل من: الفارابي (339هـ=872م)، وابن سينا (ت/427هـ =1037م)، وذلک بأن جعلا منها تبريراً وتفسيراً لکيفية خروج الکثرة عن الواحد؛ حفاظاً علي المبدأ الذي ورثاه عن الفلسفة اليونانية، وهو أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، والعلة لا تنتج إلا معلولاً من جنسها.
 
- إشکالية البحث:
    تکمن في محاولة التعرف علي (نظرية الفيض) عند أبروقلس، وأثرها في نظرية (العقول العشرة) عند کل من: الفارابي، وابن سينا، بحيث يمکننا الوقوف علي أهم الأفکار الفلسفية التي تضمنها الأصل اليوناني، ومعرفة مدي تطورها في الفکر الإسلامي.
 
- المنهج المُستخدم:  
   استخدمت في إعداد هذا البحث بعض مناهج البحث المختلفة: کالمنهج التاريخي؛ وذلک لتتبع فکرة الفيض عند أبروقلس، ومفکري الإسلام، والمنهج التحليلي؛ وذلک للوقوف علي تحليل النصوص الفلسفية، لکل منهما، واستنباط ما يمکن استنباطه منها. والمنهجين: النقدي، والمقارن؛ وذلک للوقوف علي أوجه الاختلاف والتقارب بين تصور کل من أبروقلس، وفيلسوفي الإسلام (الفارابي، وابن سينا) لفکرة الفيض، وما تبعها من إشکاليات مختلفة.

الكلمات الرئيسية