إحراج المسجون* دراسة فى الأخلاق التطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس فلسفة الأخلاق بکلية الآداب جامعة الوادى الجديد

المستخلص

إن استخدام مصطلح "إحراج المسجون" فى مجال علم الأخلاق وبالتحديد فى الأخلاق التطبيقية له أثر قوى فى توضيح الحالات،التى يحدث فيها تنازع فى المصالح .وسنحاول من خلال هذا البحث إلقاء الضوء على نشأته وبداية دخوله فى مجال البحث الأخلاقى،ونقِّيم الطرق التى تمَّ استخدامه فيها، وسنتاول نظرية اللعبة لأن هذا المصطلح يمثل أهم مشکلاتها، وخاصةً فى مجال الأخلاق المهنية. مع مراعاة دور هذا المصطلح فى موضوعات الأخلاق البيئية.
فمنذ اکتشاف "تاکير" Tucker**مصطلح "إحراج المسجون" فى أوائل الخمسينيات أصبح يعد واحدة من أهم المشکلات الصعبة فى نظرية الألعاب. فهو الآن يمثل موضوع ثرىلکتابات واسعة . ولسوء الحظ کان النقاش الذى يتناول هذه المشکلة محصور فى مجال الاقتصاد . وهذا ما شجَّع على ظهور ثلاث مناقشات***لهذه المشکلة فى مجال علم الأخلاق ، ولکن لسوء الحظ- أيضاً- فإن کل من هذه المناقشات تحتوىعلى خطأ فنى ، ويبدأ " "تولوک" Tullock*فى توضيح أن الخطأ لايقوِّض المقالات الثلاثة التى قدمت من خلالها تلک المناقشات فى کل مقالة يتم تقديم حالة تمثل إسهاماً ملموساً بالرغم من أن جزء من التعقل وراء هذه المقالات غير سليم (التعقل المتعلق بإحراج المسجون) فسوف يکون من سوء الحظ مرة أخرى إذا کان الخطأ المتعلق بطبيعة إحراج المسجون والذى تم ارتکابه بواسطة هؤلاء الفلاسفة الثلاثة تقبله قراء علم الأخلاق. إن الخطأ غير ملحوظ إلى حد ما. کل من الثلاث مقالات تبدأ باتجاه واضح عن "إحراج المسجون" ويستمر الفلاسفة أصحاب المقالات الثلاثة فى هذا الاتجاه ولکى يقوموا بالتصريح بأنهم لم يفهموا بشکل کامل ما کتبوه عن "إحراج المسجون " وفى النهاية يصل کل منهم إلى استنتاج لايؤثر فيه تفسيرهم الخاطئ لإحراج المساجين بشکل قوى. ولذلک فإن تصحيح الخطأ للإحراج لايجعل هذه المقالات غير صحيحة ، ولکنه يضعها فى ضوء مختلف (أو يسلط الضوء على هذه المقالات من زاوية مختلفة) بالإضافة إلى أن التفسير المصحح لإحراج المسجون ينتج عنه مشکلات فلسفية أخرى محددة، إن المشکلة التى يثيرها "إحراج المسجون" هى ببساطة :إذا اتخذ کل من الطرفين نفس القرار فمن الأفضل لهما أن يکون هذا القرار هو "عدم الاعتراف على الطرف الآخر". ولکن هذا القرار سيکون عقلانى بالنسبة للسجناء ولکن لايکون معقول بالنسبة للمجتمع. وهناک مع ذلک تداعيات أخرى لإحراج المساجين لها أهمية أکبر، فمن وجهة نظر المجتمع ککل ،کما يقدمها المشِّرع وميثاق القانون الذى ينفذه فأن اعتراف المساجين معقول. ولکن إذا نظرنا إلى وضع المجرمين فى الإحراج فهم إذا اتبعوا العقلانية الفردية الخاصة بهم، فإن المجتمع ککل سيکون أفضل حالاً إذا لم يفعلوا هذا.(1)

          وأصبح من المدرک بالتدريج أن مثل تلک المواقف شائعة وأن إحراج المسجون أسلوب مفيد فيما يتعلق بالسيطرة الاجتماعية. إذا استطاعت مجموعة مافى المجتمع أن تستفيد على حساب مصلحة باقى المجتمع، فربما نستطيع تدبر أمورنا بواسطة إحراج المسجون بحيث يتصرف کل منهم وفقاً لمصلحته الفردية، ويجعل من المستحيل أن تستحوذ مجموعة على المجتمع . والسوق التنافسى مثال على ذلک. من الواضح أن إحراج المسجون مع أنه يمکن استخدامه لأهداف اجتماعية، فمن المحتمل أن يکون هناک الکثير من المجالات ويمکن لهذا الشکل من التحکم الاجتماعى أن يکون مفيد. ففى إحراج المساجين تصطدم العقلانية الفردية بعقلانية الجماعة. ولکن ربما يکون هناک مجموعة أکبر، المجتمع ککل الذى قد يستفيد من الموقف. فالعقلانية الاجتماعية والفردية ربما تتطلب فعل قد يکون من وجهة نظر مجموعة محددة عقلانى. وهذا الجانب من إحراج المسجون تم إغفاله بشکل کبير، لکن من المحتمل أن يکون له أهمية أکثر من المشکلة التى انشغل بها أصحاب نظرية اللعبة.(2)

 

الكلمات الرئيسية