رحلة الحزن: صمود الناجين من الانتحار في "الخشب النرويجي" لهاروکي موراکامي

ملخص
رحلة الحزن: صمود الناجين من الانتحار في "الخشب النرويجي" لهاروکي موراکامي
 
يؤکد ديفيد دامروتش ، في کتابه "کيف تقرأ الأدب العالمي" (2009) ، أن التحديات التي يواجهها القراء في التعامل مع مختلف الآداب في العالم هي جديرة بالملاحظة. إن دامروتش مقتنع بأن عمل الأدب العالمي لديه قدرة غير عادية على تجاوز حدود "التوقعات الأدبية الثقافية" التي تنتجها بعض النصوص . يکتسب الأدب العالمي شهرة من خلال الترجمة. تلعب الترجمة دورًا مهمًا في نشر"الأدب العالمي" ، وهو المصطلح الذي إکتسب قيمة جديدة في عصر العولمة. يعتبر الکاتب الياباني هاروکي موراکامي (1949 -)  واحداً من أبرز المؤلفين الذين حققت أعمالهم شعبية لا تصدق في بلده الأصلي وفي جميع أنحاء العالم. وقد  لاقت أعماله ثناءاً نقدياً متزايداً. فبفضل النجاح الملحوظ لأعماله في جميع أنحاء العالم ، أصبح موراکامي معروفًاً کظاهرة. بالإضافه إلى أن إنتاجه الأدبي يختلف بشکل ملحوظ عن سابقيه والعديد من معاصريه في إنشغاله بالعالم خارج حدود اليابان. يرى العديد من النقاد بأن أسلوب موراکامي المتميز متأثراً بالثقافة الغربية ، لا سيما الموسيقى والأدب الغربي والذي ينعکس في أعماله الأدبية. نظرًا لأن الأدب العالمي يحفز الآن الدراسات الأدبية في کل مکان ، ليس فقط في الولايات المتحدة وأوروبا ، ولکن أيضًا في الصين ، واليابان ، والهند ، والعديد من البلدان الأخرى ،فإن القراءة والتحليل الدقيق للـ "الخشب النرويجي" لموراکامي ، من منظور ناقد عربي ، وفيما يتعلق بموضوع عالمي يمکن أن تقدم وجهات نظر جديدة للنقد العملي والإستکشافات النظرية. يعد الإنتحار أحد أهم المواضيع العالمية التي يستخدمها موراکامي في العديد من أعماله ، و يعتبر الإنتحار السبب الرئيسي الثالث للوفاة في سن المراهقة في جميع أنحاء العالم. بناءا على وجهة نظر ديفيد دمروش حول الأدب العالمي کنوع متميز من الإنتاج الأدبي ، يهدف هذا البحث إلى دراسة النسخة الإنجليزية المترجمة من "الخشب النرويجي" (1987) التي توفر فرصة وفيرة لتحليل التأثير النفسي لانتحار المراهق على أصدقائه ، الذين يطلق عليهم علماء النفس "الناجين من الإنتحار". بالإعتماد على الدراسات النفسية التي أجراها کليفتون براينت ، وديفيد إ. بلک ، وتشارلز أ. کور ، ومارغريت إس. ستروبي ، وولفغانغ سترويبي ، ترکز الدراسة على حزن الناجين کنتيجة للإنتحار وکيف يختلف الصمود أمام هذه التجربة الأليمة من مراهق لآخر.