التوظيف الصوفي في رواية "رأيتک في المنام" لمحمد قطب دراسة نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية – جامعة عين شمس

المستخلص

الملخص
تناولت هذه الدراسة بالتحليل اللغوي السيميائي رواية "رأيتک في المنام" للروائي (محمد قطب) في إشارة منها إلى توظيفه للغة الصوفية بوصفها لغة علاماتية([1]) تحمل دلالات ممتلئة وفقًا للمعتقدات الصوفية وفلسفتها.
وقبل الوقوع على أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث ينبغي التنويه عن استنتاج عام مستنبط من جرّاء التعامل وراء نزوع الروائي (محمد قطب) إلى الزخم الصوفي ولغته؛ فهذا التعامل يعتبر نوعًا من الهروب إلى عالم افتراضي معنوي بديل عن عالم حسي قد ينزلق فيه الکاتب بسبب شائکية الموضوع  المطروح على امتداد المتن الروائي، وهو موضوع (العجز الجنسي)، وفقدالحياة الحميمة بين الزوجين. الأمر الذي يدفع الروائي دفعًا لمعالجة هذا الموضوع عبر لغة قد تشوبها الإباحية.
ووفقًا لهذه الفرضية فإن الروائي قد لجأ إلى اللغة الصوفية الشبقية من خلال الحب الإلهي باعتبارها لغة  قد تفي بغرض معالجة الموضوع المطروح للإبداع باعتبار سيطرته على أفکار المؤلف، وفي الوقت نفسه لا يکون على المؤلف حرج في الوصف الجنسي أو الدخول في تحطيم تابوهات إباحية.
ويلاحظ کذلک على الإطار العام للسرد الروائي أنه قد وظف الأدوار الصوفية بوصفها أدوارًا عاملية([2])، بمعنى أن (العالم أو المربي) في العرف الصوفي قد تمثل في شخصية المرأة (الصوفية)/ الذات بالرواية، في حين أن (المريد) في الثقافة نفسها تمثلت في شخصية  الرجل/ المرسل بالرواية، والذي تحرکه المرأة (الذات) على امتداد المتن الروائي کله کما تحرک الأفکار الصوفية معتنقيها، ولهذا فإن الإطار العام للروية جنح بأکمله إلى التوظيف الصوفي من الوجهتين اللغوية والتقنية.
أما أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث فيمکن تلخيصها في الآتى:
أولاً: تناول هذا البحث عمومًا توظيف اللغة الصوفية بمعايير المنهج السيميائي اللغوي، والذي عالجها على امتداد البناء الروائي من حيث تناول (الشخصيات والزمان والمکان)، ولقد أسفر هذا التوظيف عن أن اللغة الصوفية الموظفة قد دارت في ثلاثة محاور...


المحور الأول:
توظيف اللغة الصوفية التي تعبر عن المکابدات والصبر بوصفها صفات تميز الصوفي وتجعله مؤهلاً لحادث التجلي الألهي؛ فمکابدة النفس والصبر على الابتلاءات تجعل الصوفي (يتخلى) عن شوائبه النفسية وينطلق في عوالم الوصل الإلهي ومن ثمّ يحدث (التجلي).
المحور الثاني:
توظيف اللغة الصوفية على امتداد الفضاءات المکانية المقدسة، فسعى المؤلف إلى انتقاء أماکن تعبر بقداستها عن (الحضرة) الصوفية کاختيار (لمکة – والحجر الأسود ومقام إبراهيم وأضرحة  أولياء الله الصالحين).
فضلاً عن انتقاء أماکن غيبية ذات دلالة ممتلئة بسبب حوادثها الدينية المقدسة (کسدرة المنتهى والصراط والأعراف والجنة والنار).
المحور الثالث:
توظيف اللغة الصوفية لمعالجة (الکرامات الصوفية) باعتبار (الکرامة) جزء لا يتجزء من المعتقد الصوفي العام؛ فهي تؤکد على ارتقاء الشخصية الصوفية وعلو مکانتها. ولقد أبرزت اللغة الصوفية هذه الکرامات من خلال الإشارة إلى:
أولاً:  التخاطر مع أرواح المتوفين.
ثانيًا: الاتصال بالجان والملائکة.
ثالثًا: المکاشفات.
رابعًا: تحدي الزمن.
وعلى امتداد هذه المحاور الثلاثة التي استهدفت المعتقد الصوفي في إطارها العام کانت اللغة الصوفية من خلال انتقاء(بنقاء المفردة الصوفية التي عملت کرکيزة أساسية في بناء النتوء العام للصرح الصوفي المنتشر أفقيًا في ثنايا المتن الروائي بأکمله، فلم يخل موضع بالرواية من دوال مفردايته مکتنزة بمعان صوفية خاصة تجبر التحليل النقدي السيميائي لأن ينحني أمامها مقاربيًا.

الكلمات الرئيسية