الأفعال الکلامية التوجيهية ومقاصدها في سورة الرحمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

إن "التداولية ليست علمًا لغويًّا محضًا بالمعنى التقليدي، علمًا يکتفي بوصف وتفسير البنى اللغوية ويتوقف عند حدودها وأشکالها الظاهرة، ولکنها علم جديد للتواصل يدرس الظواهر اللغوية في مجال الاستعمال ويدمج من ثَمَّ مشاريع معرفية متعددة في دراسة ظاهرة التواصل اللغوي وتفسيره"([1]).
  لذا "تنصب اهتمامات التداولية في جميع مجالاتها على دراسة العلاقات بين المتکلم والسامع، بکل ما يعتري هذه العلاقة من ملابسات وشروط مختلفة، حيث تدرس العلاقات بين المنطوقات اللغوية وعمليات الاتصالوالتفاعل"([2]).
وهذه الدراسة محاولة لاستثمار آليات المنهج التداولي وتطبيقها على آيات خطاب قرآني، لفهم مقاصده، وهو خطاب سورة الرحمن ، إذ هو خطاب تداولي من الدرجة الأولى بامتياز، فهو خطاب موجه للإنس والجن للتأثير عليهم وتنبيههم نحو إنجاز فعل تجاه آثار رحمة الله تعالى ونعمه وآلائه، وهذه هي غاية التداولية، ولذا فهي مادة خصبة لدراسة تداولية، وذلک مما يدعونا إلى تعميق النظر في جهود علماء التفسير واللغة والنحو والبلاغة، للکشف عن وجود نظريات لغوية ذات أبعاد ومبادئ تتفق والنظريات اللغوية الحديثة.



([1])د. مسعود صحراوي: التداولية عند العلماء العرب، دراسة تداولية لظاهرة الأفعال الکلامية في التراث اللساني العربي، طبعة دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، يوليو 2005،، ص16.


([2])) د. خليفة بوجادي: في اللسانيات التداولية مع محاولة تأصيلية في الدرس العربي القديم، بيت الحکمة للنشر والتوزيع، الجزائر، ط1، 2009، ص70.