الإشاعة وأثرها على الفرد والمجتمع

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الإعلام بجامعة السودان المفتوحة/ الخرطوم

المستخلص

مستخلص:
هدفت الدراسة إلى الوقوف على الشائعة وأثرها على الفرد والمجتمع وتوصلت الدراسة إلى أن للشائعة أثر بالغ على الفرد والمجتمع وأنها تعوق عملية فهم المجتمعات لطبيعة الظروف التي تمر بها وتجعلها عاجزة عن استيعاب الضرورات التاريخية التي تؤثر على اتجاه حرکتها ونموها على أرض الواقع، وکذلک تعمل الشائعات على إعاقة خروج المجتمعات من أزماتها في الوقت المناسب. فالشائعة تعمق الأزمة وتوسع نطاقها أيضاً، وتعمل على استفحال حالات الارتباط الفوضى التي تصيب الواقع والأخر من ذلک أن تهمل السلطات المعينة وأجهزة الإعلام التعامل معها ومواجهتها باعتبارها شائعات لا أهمية لها، وليست حقائق، وبهذا تتضخم الشائعات وتصبح في مثل هذه الأوضاع مؤثرة إلى الحد الذي تعجز معها السلطات وأجهزة الإعلام أحياناً عن مجاراتها، ولهذا کانت الحاجة ملحة لدراسة الشائعات وتحليلها للخروج من دائرة الأزمة. ويخرج أثرها من الفرد إلى المجتمع ثم المجتمعات المجاورة والشائعة تُعمي عن الحق وعن الصراط المستقيم. وکذلک فالإشاعات من أهم الوسائل المؤدية إلى الفتنة والوقيعة بين الناس وإنما کانت الفتنة أشد من القتل لأن القتل يقع على نفس واحدة لها حرمة مصانة أما بالفتنة فيهدم بنيان الحرمة ليس لفرد وإنما لمجتمع بأسره. إن نشر الإشاعات سلاح خطير يفتک بالأمة ويفرّق أهلها، ويسيء ظن بعضهم ببعض، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم، وأسرع الأمم تصديقًا للإشاعات هي الأمم الجاهلة الفاشلة، بسذاجتها تصدّق ما يقال، وتردد الأخبار الکاذبة دون تمحيص ولا تفنيد، وأما الأمم الواعية فلا تلتفت إلى الإشاعات، وتکون مدرکة لأحابيل وألاعيب المنافقين وأعدائها، فلا يؤثر على مسيرتها، ولا يهزّ أعصابها. فمطلوب من المجتمعات دائمًا أن تکون يدًا واحدة، أعوانًا على الخير، وأعوانًا على البر والتقوى، يکمل بعضها نقص بعض، ويعين بعضها بعضًا. ولعلاج الشائعات لابد من عدّها سلوکا مرذولاً، منافيا للأخلاق النبيلة والسجايا الکريمة والمثل العليا. وکذلک التحذير من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والکذب والبهتان والنميمة، بين الناس.
 

الكلمات الرئيسية