رؤية العالم لدى المتصوفة وتأثيرها على حياتهم الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاجتماع - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

         للدين دور واضح في مجتمعات العالم عامة والعالم الإسلامي خاصةً، حيث يتضح أن الدين الإسلامي في المجتمع العربي لعب دوراً واضحاً وکبيراً في تحديد الهوية الحضارية لهذا المجتمع، فهو لا يمثل هامشية في الحياة اليومية، يمارسه الأفراد کما يمارسون الأنشطة الآخرى، بل أنه نشاط جوهري، وأساس يسعى الفرد لتمثل قيمه والمحافظة عليه ورفض ما يتعارض معه فکراً وعملاً[1].
   والتصوف کاتجاه ديني يفرز نموذجاً معرفياً وقيمياً واتجاهات معينة لها انعکاسات في الحياة الاجتماعية، فبالتالي يعد في أحد جوانبه ظاهرة اجتماعية، ولهذا حظى موضوع التصوف باهتمام کبير من الباحثين والدارسين في ميدان العلوم الدينية، إلا أن جهود هؤلاء الدارسين کانت تنصب دائماً على دراسة أصول العقائد والأديان، ولم ينصب الاهتمام على أثر الدين والمعتقدات الدينية على الحياة الاجتماعية[2]. والتصوف ليس مجرد اتجاه فکري، ولکنه أيضاً يتجسد في تکوين اجتماعي من خلال ما يسمي بالطرق الصوفية، حيث أن لکل طريقة بناء هيکلي وتنظيمي، ودور في تشکيل وعي وسلوک الأفراد المنتمين إليها. وعلى أساس هذا ظهرت فئة اجتماعية مع تعدد مقاصدها وطرقها وتوجهاتها سميت بما يعرف بالطرق الصوفية تارکة بصماتها في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمعات الإسلامية التي خضعت لتبدلات وتحولات رافقت ما مرت به هذه المجتمعات وغيرها[3].  ومن هنا أضحت الطرق الصوفية ظاهرة اجتماعية لا يمکن إهمالها.
       وعلى الرغم من اهتمام الأدباء والفلاسفة بالصوفية والمتصوفة إلا أن حقل الدراسات الاجتماعية لا يزال يحتاج إلى بذل جهد أکثر لوضع هذه الظاهرة تحت مجهر البحث، بعد أن فارقت صوامعها وأصبحت ظاهرة اجتماعية امتزجت في بعض الأحيان بالفلکلور الشعبي[4]. وبناء على ذلک جاء اهتمام البحث الحالي بالترکيز على بعد جديد وهو دراسة رؤية العالم للمنتسبين لإحدى الطرق الصوفية، وتأثيرها على سلوکهم واتجاهاتهم سواء داخل الطريقة الصوفية أو خارجها في الحياة الاجتماعية الأکبر.حيث وجدت الباحثة أن أغلب الدراسات العربية التي تناولت التصوف کانت تتبع مجال العلوم الدينية، فکانت تدرسها من الناحية العقائدية وليس من الناحية الاجتماعية، والقليل التي وجدته منها ضمن العلوم الاجتماعية، کانت ترکز علي دراسة الهيکل التنظيمي للطريقة الصوفية  والبناء الاجتماعي لها، ولم تتطرق أي من الدراسات لدراسة الصوفيون أنفسهم ومعرفة رؤاهم عن العالم وتأثير هذه الرؤية على حياتهم الاجتماعية، فکان ذلک دافع وحافز کبير ورغبة معرفية لدى الباحثة أن تتناول هذا الموضوع من ذلک الجانب وهذه الرؤية المعرفية التي لم يتناولها أحد من قبل.



[1] أحمد الخشاب، الاجتماع الديني، مکتبة القاهرة الحديثة ، 1999، ص 12.                                                                


[2] حوليات کلية الأداب، الاتجاه نحو الدين، الحولية الثانية عشر، الرسالة السابعة والسبعون، مجلس النشر الصحفي، جامعة الکويت، 1991، ص28 .                                                                                                               


[3]          معتوق جمال، و بن فرحات، ظاهرة التصوف الإسلامي،: بحوث في التغير الاجتماعي، دار الکتاب الحديث، 2013،ص16.


[4] زکريا سليمان، الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة،ط1، 1990، دار الصحوة، القاهرة، ص178.         

الكلمات الرئيسية


1. Geertz, The Interpretations of culture,Basic Book,1973.p.56. 2. Gorden,J.Direnzo,Human social Behavior.consepts and principles,1990,p29. 3. Lyotard,jean- francois la phenomenology- presses universitaires- paris1961- 34 4. Marvasti,Amit B.2004.QualitativeResearch in socity,London,Thousand oaks,New Delhi:SAGE Publications. 5. Swatos,JR.William.H,Encyclopedea of Religion and society,London,1998,p36.