قيم المسؤولية الاجتماعية في الإسلام ومصادرها لطفل المرحلة الابتدائية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إن لقيم المسؤولية الاجتماعية أهمية بالغة لما لها من تأثير کبير في حياة الإفراد والجماعات والأمم، ولهذا فقد حث القرآن الکريم عليها واعتنى بها أيما عناية، وکذلک اعتنت السنة النبوية الشريفة بها، لأن تقدم الأمم مرهون بتخلق شعوبها بالقيم الإسلامية الفاضلة، وتمسک أبنائها بالسلوک القويم، فعلى مرّ العصور والتاريخ، قديماً وحديثاً، نرى ما يؤکد ذلک، وتعد القيم طريق نهضة الأمم التي تُحقّق حياة مزدهرة للفرد والمجتمع، وترتبط القيم بالبناء الداخلي للکائن الحي وأقواله وأفعاله، وتحدد ما هو مرغوب فيه أو مرفوض من قبل المجتمع، وما ينبغي أن يکون عليه السلوک الإنساني، يقول الإمام الغزالي: إن کل صفة تظهر في القلب يظهر أثرها على الجوارح لا تتحرک إلا على وفقها لا محالة "[1]"ومن ثم تکون القيم معياراً لسلوک المجتمعات وانضباطها، وقد قال أحد الأخلاقيين الفرنسيين : إن الحياة من غير قيم – وان کانت حلوة على الشفاه – فإنها مرة على القلوب والنفوس[2]. "ولهذا کان النهج السديد في إصلاح الناس وتقويم سلوکهم وتيسير سبل الحياة الطيبة لهم أن يبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزکيتها وغرس معاني الأخلاق الجيدة فيها ولهذا أکد الإسلام على صلاح النفوس وبيّن أن تغّير أحوال الناس من سعادة وشقاء، ويسر وعسر، ورخاء وضيق، وطمأنينة وقلق، وعز وذل کل ذلک ونحوه تبع لتغير ما بأنفسهم من معان وصفات".[3]



[1] -  زيدان ،عبدالکريم .اصول الدعوة.  ص 79 .


[2] - يالجن ،مقداد. علم الاخلاق الإسلامية .ص 8 .


[3] - زيدان ،عبدالکريم .اصول الدعوة.  مرجع سابق ص 80.