أثر تجاور المثلين في العربية (دراسة تطبيقية على القراءات السبعية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية العلوم والآداب جامعة طيبة فرع العلا

المستخلص

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على الهادِي البشِير، والمبعوثِ رحمةً للعالَمين. فقد أنعَم اللهُ على عباده نِعَمًا لا تُحصَى، ومن عظيم نِعمِه: أنَّه أنزَل القرآنَ بلسانٍ عربيٍّ مُبِين، وهذا التنزيل العربيُّ من أحد الأسباب المعِينة على إتقان اللُّغَة العربيَّة، وتَيسيرًا لقراءته لاختلاف العرب في لهجاتِهم، ومراعاةً لأحوال النَّاس من أن يَشُقَّ عليهم النُّطق بلهجةٍ أخرَى؛ أَذِنَ اللهُ لرسولِه أن يقرأَه على سَبعة أحرف، وقيَّض له من عُنِيَ به روايةً ودرايةً.
ومنذ أن نزَل القرآن الکريم، وبقراءتِه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، کانَت مناط عنايةٍ واهتمامٍ. وقد لَقِيَ کتاب الله عنايةً فائقةً في شتَّى العُلوم الإسلاميَّة.
غير أنَّ تخصيص جانبٍ معيَّنٍ من تلک العلوم وتطبيق دراستِه على القُرآن الکريم، من الأهميَّةِ بمکان، ولا سِيَّما إذا خُصِّص على جانب متعلِّق بالقراءات السَّبعيَّةِ.فالقراءات القرآنيَّةُ مَيْدانٌ رَحبٌ، ومَعِينٌ لا ينضب للدِّراسات اللُّغَوية في کافَّة مستوياتِها؛ الصَّوتيَّة، والصَّرفية، والنَّحويَّة، والدَّلاليَّة.
ومن ثَمَّ جاءت هذه الدراسة لتُناقش جانبًا من ذلک، وهو المستوى الصَّوتيّ، والوقوف على اختلاف القراءات السَّبعيَّة فيها کما ذکرها ابن مجاهِد (ت 324هـ) وجَمَعها في کتابِه المسمَّى: «السَّبْعة في القِراءات».
ومِمَّا أعان على فَهم قراءات القُرَّاء والخلاف فيما بينهم: الکتب المَوسومة «بالحُجَّة»، التي کانت خير معِينٍ على تعليل قراءات السبعة, وهي: کتاب «الحُجَّة في القراءاتِ السَّبع» لابن خالويه (370هـ)، و«الحُجَّة للقُرَّاء السَّبعة» للفارسيّ (377هـ)، و«حُجَّة القِراءات» لابن زنجلة (430هـ).
ومن ثَمَّ فقد کان تطبيق تلک الدراسة قائمًا على ظواهر التماثل في الحروف والحرکات وبيانِ أثر المجاورةِ في کليهما (أي الحروف والحرکات).
  أمَّا عن المنهَجِ الذي سِرت عليه: فوصفيٌّ استقرائيٌّ تحليلي؛ حيث قمت باستقراءِ المادة من کتاب السَّبعة في القراءات.
وجاء هذا البحث في ثلاثة مباحث، تَسبِقها مقدّمَة، وتَقْفُوها خاتِمَة.
- أمَّا المقدّمة: فقد بيَّنتُ فيها أهميَّةَ الموضوع، وکتاب (السَّبعة في القِراءاتِ)، وسبب اختِياره مِن کتب القراءات، وخُطَّةَ البحث، ومَنهجِي فيه.
- والتَّمهِيد: فقد وضَّحت فيه مفهوم التماثل لُغَةً واصطلاحًا، بحسب ما ورَد عند النُّحاة القُدامَى وأصحاب الدَّرس الصوتيِّ الحديث.
المبحث الأوَّل: الإبدال. المبحث الثاني: الإدغام.
المبحث الثَّالث: الحذف.
- ثُمَّ الخاتِمَة: وفيها عرَضت أهمَّ نتائج البحث، ثُمَّ الملحق، تلِيهِ الفهارِس الفنِّيَّة.