التوطين والتنمية في المجتمعات الصحراوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاجتماع - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

تناقش هذه الورقة عوامل الجذب والطرد للمستوطنين في قرية الزيات التابعة لمحافظة الوادي الجديد، وترکز الورقة على المستوطنين الشباب الذين تم توزيع الأراضي عليهم عندما بدأ مشروع استصلاح الأراضي داخل المحافظة. وتأثير هذه العوامل على استدامة التنمية.
لعل الدراسة الراهنة تکون حققت بعضاً من أهدافها عندما لجأت إلى دراسة النظريات الخاصة بموضوع التوطين والتنمية التي أشارت إليها الباحثة، وذلک تمهيداً للوصول إلى الإستخلاصات النهائية:
-         کشفت الدراسة عن وجود التعاون والاندماج بين الثقافات الفرعية التي ينتمي إليها الأفراد، وظهرت هذه النتيجة بناء على ما يتم بين الأفراد من مشارکات، وتعاون وتشابه الأنشطة اليومية البسيطة، والتي يذوب کل فرد مع الأخر دون وجود فوارق ثقافية.
-         هناک تعاون مشترک بين الرجل والمرأة، حيث تشکل المرأة في مجال العمل دور کبير بالنسبة للتنمية داخل المجتمع الواحاتي وخاصة قرية الزيات، وذلک لأنه ليس هناک عزوف للمرأة عن مجالات العمل المختلفة وأنها تقف جنباً إلى جنب مع الرجل من أجل تکوين الأسرة وتوفير حياة کريمة، وتحمل أعباء العمل الداخلية (الأعمال المنزلية) والأعمال الخارجية (أعمال الغيط). وليس هناک قيود أو حواجز اجتماعية بين الرجل والمرأة في مجال العمل داخل قرية الزيات.
لقد کشفت الدراسة الميدانية عن مؤشرات سلبية بقرية الزيات، في مجال التعليم والخدمات الصحية، وتوضح هذه المؤشرات في عدم الثقة بين أهالي قرية الزيات وبين الحکومة، فهناک إهمال في عملية التعليم داخل قرية الزيات مثل انتشار الغش وعدم اهتمام المدرسين بالعملية التعليمية، أما بالنسبة للخدمات الصحية فلا يوجد عيادات خاصة، ولا يوجد أطباء متخصصين داخل الوحدة بقرية الزيات.
-         تعاني قرية الزيات من زيادة في ملوحة الأرض، مما عمل هذا على زيادة مصاريف الاستصلاح  وعدم قدرة الفلاح على زراعتها.
-         من الصعوبات التي تواجه المستوطنين عدم قدرتهم على تسويق إنتاجهم من الألبان والجبن وغيرها من المنتجات الغذائية، ويرجع ذلک إلى عدم توافر المعدات والمصانع والانتقالات التي تساعدهم على زيادة الإنتاج وتسويقه خارج القرية، ويرجع أيضاً في انقطاع التيار الکهربائي على فترات متقاربة ولساعات طويلة.
-         أوضحت الدراسة تأثير الثقافة وأهميتها والتي اعتبرت عاملاً متصلاً مع ظروف البيئة، وذلک من خلال تعدد الثقافات الموجودة داخل القرية، ويتضح ذلک أيضاً في بناء المنزل ووجود جزء مبني من الطوب الني داخل المنزل المبني بالمسلح أو الطوب الأبيض، وذلک لتربية الطيور ووجود فرن بلدي لخبز العيش الشمسي، وبالنسبة للعادات وتقاليد الحياة يتشابه أهل قرية الزيات في مراسم دورة الحياة مثل(الميلاد والزواج والوفاة) وفي النهاية يندمج کل مع الآخر بصرف النظر عن المنطقة الجغرافية، ويحدث ذلک من أجل الاستمرار ونجاح الحياة والوصول إلى بر الأمان.
-         يتضح لنا وجود تضامن بين أفراد المجتمع المحلي في قرية الزيات والذي يقوي الانتماء إلى الأرض من خلال تنميتها، ومن خلال المحاولات الدائمة في حل مشاکلهم والتغلب عليها بقدر المستطاع، وهذا يؤکد على أن هؤلاء المستوطنين داخل قرية الزيات يحاولون دائماً النهوض بقريتهم والحفاظ على استمرار الحياة بها.
-         أصبحت قرية الزيات قرية طاردة، وهذا بالنسبة للأجيال القادمة لوجود کثير من مشکلات التوطين بالقرية، أما بالنسبة للمستوطنين الحاليين فهم يحاولون حل مشاکلهم من أجل الاستقرار والاستمرار بالحياة داخل القرية.
توصي الدراسة الجهات المسئولة بضرورة الأهتمام بمشاکل المستوطنين، والسعي لإيجاد حلول للعديد من المشکلات والعقبات التي تواجههم داخل قرية الزيات. کما توصي أيضا بالاهتمام بزيادة الاستثمارات الصغيرة التي تقوم بها ربة المنزل کنوع من النشاط الاقتصادي لزيادة دخل الأسرة، وزيادة تنمية القرية من جهة أخرى، وفتح أسواق جديدة للمنتجات الحرفية بالقرية والاهتمام بها.

الكلمات الرئيسية