على مدار العقود الماضية، سخَّرت الأعمال المسرحية النسوية العربية جهودها الإبداعية في سبيل مناهضة السرديات التي تسببت في تهميش النساء وإخضاعهن لنظام السلطة الأبوي، وعليه فقد فضحت تلك الأعمال المسرحية منظومات القهر الذكورية عبر تمثيلها الأنا الأنثوية المُهيمَن عليها، والآخر الذكوري القاهر على الدوام، لكنها على نحوٍ جليّ لم تهدف إلا لتحرير النصف المؤنث من المعادلة فحسب. بَيدَ أن كاتبة المسرح المصرية مروة فاروق تسلك مسلكًا مختلفًا في فضح الممارسات القمعية للنظام الأبوي؛ إذ تعارض السرديات الكبرى والحقائق الجندرية المطلقة، لتصور أثر تلك الممارسات على الرجال والنساء على حدٍ سواء. تصور مروة فاروق في عملها المسرحي جنون عادي جدًا (2007) كيف يختبر الرجل ما يمكن للمرأة أن تختبره في ظل هيمنة النظام الأبوي، من محاولات لفرض الوصاية ومطالبتها بأن تحيا داخل القالب الجندري المخصص للنساء؛ وعليه يتوسل هذا العمل البحثي بمفاهيم ما بعد النسوية وبنظرية أدائية الجندر التي طرحتها الناقدة الأمريكية جوديث بتلر Judith Butler، في سبيل الإجابة عن هذا السؤال المحوري: كيف قدم النص المسرحي جنون عادي جدًا تمثيلًا للرجل وللمرأة يتحدى التنميط الثقافي لمفهوم الجندر؟ وقد كشف هذا العمل البحثي عن مجموعة من الآليات الدرامية التي اتبعها النص في سبيل إثبات أدائية الجندر، سواء كان ذلك على مستوى تشكيل الفضاء وحضور الأجساد الذكورية والأنثوية داخله، أو على مستوى الأداءات اللغوية للشخصيات في ظل رؤية مغايرة لصراع الثنائيات؛ بالشكل الذي أكد مرونة الهُويات الجندرية وعدم استقرارها، وبالتالي إمكانية تغييرها عبر سلسلة من الأفعال التكرارية.
A. Mohamed, Mona. (2025). تمثيل الآخر من منظور ما بعد نسوي: مسرحية "جنون عادي جدًا" نموذجًا. مجلة البحث العلمي في الآداب, 26(7), 39-65. doi: 10.21608/jssa.2025.393147.1736
MLA
Mona A. Mohamed. "تمثيل الآخر من منظور ما بعد نسوي: مسرحية "جنون عادي جدًا" نموذجًا", مجلة البحث العلمي في الآداب, 26, 7, 2025, 39-65. doi: 10.21608/jssa.2025.393147.1736
HARVARD
A. Mohamed, Mona. (2025). 'تمثيل الآخر من منظور ما بعد نسوي: مسرحية "جنون عادي جدًا" نموذجًا', مجلة البحث العلمي في الآداب, 26(7), pp. 39-65. doi: 10.21608/jssa.2025.393147.1736
VANCOUVER
A. Mohamed, Mona. تمثيل الآخر من منظور ما بعد نسوي: مسرحية "جنون عادي جدًا" نموذجًا. مجلة البحث العلمي في الآداب, 2025; 26(7): 39-65. doi: 10.21608/jssa.2025.393147.1736