سيكولوجية المتكلم والقلق الوجودي: دراسة في آليات الدفاع النفسي في الفكر الكلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة الفيوم - مصر.

المستخلص

نشأ علم الكلام بوصفه حصن الدفاع عن العقائد الدينية بحثا عن الطمأنينة واليقين والهوية، ودرءا للقلق والشك والتوتر النفسي، وما يتصل بذلك من عوائق الإيمان النفسية، وقد تشكلت مواقف المتكلمين بناء على أبعاد نفسية متراكمة، فظاهرة التكفير عند الخوارج تمثل استجابة نفسية للصدمة الجمعية التي تعرضوا لها إبان التحكيم ومآلاته، واستعادة لتوازنهم المفقود، ومن ثم لجأوا إلى آلية نفسية دفاعية تُعرف في علم النفس التحليلي بـ"الإسقاط" أو الإلصاق (Projection).
يتساءل الباحث في هذا البحث الموسوم بعنوان "سيكولوجية المتكلم والقلق الوجودي: دراسة في آليات الدفاع النفسي في الفكر الكلامي" عن إمكانية استنباط الأسس النفسية في الفكر الكلامي بوصفه خطابا نفسيا، ومدى حاجة الإنسان النفسية إلى صياغة يقين عقائدي أمام فوضى الواقع، والتوتر بين السعي العقلي والحاجة إلى الأمان النفسي، وما تنطوي عليه المباحث الكلامية وبِنية الفرق الابستمولوجية من ديناميات الانفعال الجمعي، وميكانيزمات الدفاع النفسي، ونرجسية الفروق الصغيرة.
   إنّ التحليل النفسي لمصطلحات علم الكلام وقضاياه يكشف عما تختزنه من مفاهيم نفسية تعبر عن القلق الوجودي وبواعثه، فقياس الغائب على الشاهد، في جوهره النفسي، محاولة لتأنيس العالم الميتافيزيقي وجعله مألوفًا، وإسقاط البنية المعرفية للتجربة الإنسانية على عالم الغيب والمطلق، لتخفيف التوتر النفسي الناشئ عن مواجهة المجهول. أما مصطلح الجوهر الفرد فهو تعبير عن تسليم وجودي عميق، وتحويل للقلق الأنطولوجي إلى يقين إيماني يُستمد من الشعور بالحضور الإلهي المستمر. كما يُلاحظ أنّ نشوء فكرة المهدي يعود إلى بواعث نفسية، فقد ظل المثل الأعلى للعدالة أشبه حالا بالوهم، والآمال الصامتة لتهدئة روع الناس، انبثقت عنها فكرة الغائب المنتظر.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية