مصادر المخدرات السوداء الوارده إلى مصر ( 1929– 1960)

الملخص العربى
   کانت هناک العديد من الدول المنتجه والمهربه للمخدرات السوداء، منها من انتج نوعا واحدا فقط ومنها من انتج النوعين معا،ونتيجه لسعة هذه التجاره غير المشروعه وعظم حجم ارباحها عملت بعض الدول على انتاج نوع وتهريب الاخر من خلال حدودها، کما وجدنا دول لم تستطيع الانتاج أو اجبرت على ايقافه فتحولت لدول وسيطه فى عملية التجاره، وکانت اشهر هذه الدول هى سوريا ولبنان، وتميزت سوريا ولبنان بأنهما جمعا بين الانتاج والتهريب للحشيش، والوساطه لتهريب الافيون، حيث جمعتا بين الربحين، وجمعت ثروات هائله خلال فتره الدراسه من ذلک، وجدير بالذکر أن سوريا ولبنان رغم انخفاض وارتفاع تصديرها للمخدر الاسود لمصرحسب ظروفهما إلا أنهما احتلتا مرکز الصداره فى ذلک المجال لسنوات عديده وحتى حين تراجعها کانت من المراکز الاولى فى التصدير .
   تلى سوريا ولبنان فى ذلک المجال ترکيا، إلا انها تميزت عنهما بأنها انتجت کلا نوعى هذا المخدر وهو الحشيش والافيون، وکان للحشيش الترکى طعم ورائحه مميزه جعلته يجتاح الوارد من لبنان وسوريا ويتفوق عليه، حيث اقبل عليه المدمنون لاعوام کثيره تراجع فيها الوارد من هاتين البلدين، أما عن الافيون فقد کان يرد لمصر بکميات کبيره خاصة فى سنوات الحرب العالميه الثانيه وفى مرحلة الاداره، واختلفت انواعه مابين الازمرلى والاصابع، واستمر وروده الى مصر الى نهاية فترة الدراسه .
   ثم أتى بعد ذلک اربع دول کانت منتجه لنوع واحد فقط وهو الحشيش، وهم على التوالى اليونان يوغسلافيا، بلغاريا، البانيا، وکل هذه الدوله عملت فى هذا المجال لفتره قصيره –  مرحلة المکتب -  ثم اختفت، بالاضافه الى دولتين انتجا نوعى المخدر الاسود مثل ترکيا وهم ايران والهند، إلا أنهما لم يحظيا بنفس المکانه والشهره، فاقتصر انتاج الحشيش فى ايران على مرحلة المکتب بينما استمر انتاج الافيون الى مرحلة الاداره أيضا، بينما اشتهر الحشيش الهندى عن افيونها .
   کانت آخر الدول المنتجه هى اسرائيل، إلا محاولتها للانتاج لم تأت بالنتائج المرجوه وتحقق لها الارباح المتوقعه بعد فشل زراعتها مره ومحصول قليل وبلا جوده مره آخرى، وجدير بالذکر أنها حاولت انتاج نوع واحد فقط وهو الحشيش، وبعد محاولاتها التى باءت بالفشل، اتجهت للوساطه، وسيطرت فيها على سوق الشرق الاوسط بالکامل للمخدرات غير المشروعه، وحققت ارباح خياليه، هذا فضلا عن العائد العسکرى والسياسى .
   هناک دول اقتصر عملها على مجال الوساطه فقط کان ابرزها فلسطين، فبحکم موقعها الجغرافى کانت مرکزا لعصابات التهريب المنظمه، وقد سيطرت على سوق الوساطه حتى منتصف مرحلة القسم، فبعد احتلالها ثم حدوث العدوان الثلاثى خسرت موقعها لاسرائيل، هذا فضلا عن الاردن والسعوديه التى عملتا فى هذا المجال لفتره غير قليله، حيث لعبت الاردن دور الوسيط فى هذه التجاره مابين سوريا ولبنان ومصر، وتشابهت مع سوريا ولبنان بسيطره ذوى السلطه والنفوذ على هذا المجال، واستمرت بالتهريب الى نهاية مرحلة القسم، أما عن السعوديه فدام عملها الى مرحلة الاداره فقط واستغلت موسم الحج فى عمليات التهريب، حيث کانت عمليات التفتيش غير شديده للقادمين من الحج، کما استخدموا الحقائب الدبلوماسيه لذوى المناصب فى عمليات التهريب .