الحضور الصوفي في رواية "هذا الأندلسي" بنسالم حـمّـيش: جماليات الأبعاد الدلالية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية التربية الأساسية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

المستخلص

لـمَّا كانت الشخصية المركزية شخصية صوفيَّة والنصُّ السردي لرواية "هذا الأندلسي"، ينهل من تاريخها الشخصي ويعيد تركيب تجربتها الفكرية ذات الملامح الصوفيَّة وانطلاقا ممّا كُتب أو دُوِّن عنها، فقد لاح لنا أنه من الضرورة المنهجية الاشتغال بالدراسة والتحليل لصور الحضور الصوفي في رواية "هذا الأندلسي" لبنسالم حمّيش؛ حيث قام الخطاب السردي في هذه الرواية على صيغٍ من التناص مع نصوص من المدوَّنة الصوفيَّة ومع كتابات صوفيَّة آخرين، ومع أخبار وأقول تتعلَّق بسيرة الصوفي الأندلسي ابن سبعين.
وسنعمل على دراسته من خلال نموذج تحليل نصِّي ينطلق من لغة السرد، وعبر محاور وعناصر تشمل تحليل ما اتَّصل بالنسيج السردي للخطاب وتركيبة معمار النصِّ الروائي وبناء متن الحكاية وفنون قصِّها من معانٍ وأبعاد صوفية أو رمزية. وسيشمل ذلك أيضًا الأبعاد الدلالية والمواقف والرؤى الفكرية التي نسجها المتخيّل السردي عبر الانفتاح على التاريخ والمدونة، في ضوء ضروب من التفاعل الإبداعي الخلَّاق وتدخُّل ذات السارد في تشييد معمار الرواية. ذاك التدخُّل الذي بدا أنَّه يصنع جمالية قص الأخبار والأقوال، ومن ثمَّ تركيب فنون السرد وإنتاج طريف الدلالات والمواقف التي انتظمتها مقامات سردية مختلفة ومتعدِّدة، جاءت في مجملها ذات نزعةٍ فكرية صوفية إشراقية حالمة تجاه الواقع بحثًا عن إصلاح لِعِلله وعن غدٍ أجمل، تستلهم التصوَّف وتؤلِّف من لغة القصِّ نسيج الخطاب السردي.

الكلمات الرئيسية