المعجم اللُّغويّ ودوره في الإيهام السّرديّ في الرّواية العُمانيّة: نماذج مختارة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية العلوم والآداب، جامعة نزوى

المستخلص

ينطلق هذا البحث من فكرة إنّ الرواية فنٌّ متخيّل يعيد تمثيل العالم وفق أحكام المحكي واشتراطاته الفنيّة، وإنّنا مهما حاولنا التّنَكّر لتلك الصّلة بين المتخيّل والمرجعيّ تظلُّ قائمةً قيام العلاقة بين الإنسان واللُّغة. يبني السّرد وفق هذا المعنى تصوّرات متعدّدة للعالم المرجعيّ متجاوزة الصُّورة القارّة والثّابتة، وهذا في حدّ ذاته يرفدُ إدراك الإنسان بتصوّرات جديدة تُثري تجربته الإنسانيّة وتعمّق فهمه ووجوده في هذا العالم من خلال التّفكير في التجارب الإنسانيّة المشتركة بينه والآخرين. ولتحقيق هذه الغاية يجري التّوافق الضِّمنيّ بين طرفيْ السّارد والمتلقّي بأنّ ما سيُسرد متخيّل، وفي الآن نفسه يتظاهر الطّرفان بأنّ المسرود وقع فعلًا بشكلٍ ما؛ وهو ما يسميه صامويل ت. كولريدج عمليّة «تعطيل الإِحساس بالارتياب» أو «تعليق عدم التّصديق» (Suspension of Disbelief). وتوظّف الرّواية حيلًا فنيّة متعدّدة لتعطيل ارتياب القارئ في واقعيّة المسرود وإيهامه بمرجعيّة عوالم السّرد وأحداثه وشخصيّاته، ومن هذه الحيل الإحالات الواقعيّة؛ ومن أمثلتها توظيف أسماء شخصيّات وأماكن مرجعيّة وأحداث تاريخيّة معروفة أو مما يمكن التّحقق من واقعيته بغير عناءٍ كبير. ويعدّ المعجم اللُّغويّ أحد أبرز طرق الإيهام بواقعيّة المحكيّ، لكنْ مع ذلك نجد نصوصًا روائيّة عديدة تغفل هذا الجانب؛ فتُنطق شخصيّة الفلّاح أو شخصيّة المهندس أو شخصيّة الطبيب بلغةٍ لا تمتّ بأدنى صِلة إلى مستواها وطبيعة الدّور الذي تؤدّيه في الرّواية، وعلى النقيض من ذلك نجد نماذج أخرى تستثمر المعجم اللّغويّ وسيلةً لتعطيل عدم التّصديق. ستهتمّ هذه المداخلة بدراسة المعجم اللّغويّ في نماذج من الرّواية العُمانيّة ودوره في الإيهام بواقعيّة المحكي وذلك من خلال أعمالٍ روائيّة ثلاثة؛ هي: «ظلّ هيرمافرديتوس» لبدرية البدري، و«أنا والجدة نينا» لأحمد الرحبي، و«جوع العسل» لزهران القاسمي.

الكلمات الرئيسية