علم الاجتماع ودراسة قضايا التغير المناخي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة سوهاج

المستخلص

مجرد التفكير في مشكلة تغير المناخ Climate Change يعد تحدّيًا صعبًا، لأن هذه المشكلة يمكن تصورها بطرق مختلفة، باختلاف التخصصات، ويمكن تناولها عبر العديد من المستويات «المحلية، والوطنية، والقومية، والعالمية.» فهناك علم تغير المناخ، الذي يهتم برصد وقياس التغييرات المناخية، والكيفية التي تؤثر بها تركيزات الغازات الدفيئة المتزايدة على درجة الحرارة في العالم، وكيمياء المحيطات، والغطاء النباتي، والتأثيرات المصاحبة. وبالإضافة إلى علم المناخ، هناك العلوم الاجتماعية والأمنية، التي تقدم تفاهمات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية، وتتطرق إلى التنمية الاقتصادية، ونظم الطاقة، والمصالح المتبادلة والمتباينة للدول والفاعلين السياسيين الآخرين، والنزاعات على الموارد الطبيعية، وهناك الأبعاد الأخلاقية لمشكلة تغير المناخ أيضًا، والتي تركز على من سيتحمل تكاليف تغير المناخ الآن وفي المستقبل.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا، أن أي تصور من التصورات السابقة لا يستطيع بمفرده أن يقدم فهمًا كاملًا وموضوعيًا لمشكلة تغير المناخ وتأثيراته المتعددة والمركبة. فهذه المشكلة تحتاج إلى عملية تأطير بطرق مختلفة، ويجب عدم إهمال هذه الأبعاد المركبة التي ترصد وتحلل وتفسر مشكلة تغير المناخ وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة، وعلى هذا الأساس تحاول هذه الورقة التأكيد على ضرورة التكامل بين التخصصات المختلفة عند دراسة وفهم قضايا التغير المناخي، بالإضافة إلى إبراز دور وفاعلية الفهم السوسيولوجي عند الاقتراب من هذه المشكلة.
يقع علم الاجتماع هنا في موقع فريد للتحدث عن أسباب وعواقب التغير المناخي، وبالرغم من أن العديد من علماء الاجتماع البيئي قد قادوا الطريق، ولكن هناك مجالًا واسعًا للتخصصات الفرعية الأخرى في علم الاجتماع؛ لذلك يسعي هذا الفصل إلى تسليط الضوء على التطورات التي حققها علماء الاجتماع البيئي بالفعل في دراسة التغير المناخي، بالإضافة إلى تحليل قضايا وأبعاد التغير المناخي من وجهة نظر علم اجتماع الأمن، وكيف يمكن لهذا الفرع أن يدرس التغير المناخي، وبكلمات أخرى.