أساليب التواصل کمنبئ بجودة الحياة لدى الأزواج

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم نفس - کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

من دون التواصل لا يمکن للحياة أن تستمر، کل الکائنات الحية تتواصل بطريقة أو بأخرى، إلا ان التواصل عند الإنسان ربما يکون أکثر تعقيدًا عن غيره من الکائنات. وهو أحد الأسباب الرئيسية في إنجاح العلاقة أو إفشالها ولأن العلاقة الزوجية من أهم العلاقات الإنسانية مع البشر إن لم تکن أهمها لأن الأسرة هي نواه أي مجتمع وما تنتجه من أبناء هم مستقبل أي أمه فلا يخلو أي زواج من أزمات يختل فيها التواصل الزواجى وتتوتر العلاقة بين الزوجين وتضطرب حياتهما وتتأزم أمورهما وقد يصل تواصلهما الزواجى إلى درجة من الصعوبة وهنا تظهر الحاجة إلى جهد وصبر ورغبة کل منهما في حل الأزمة وإلى المساندة الحکيمة الإيجابية من الأهل والأصدقاء حتى تمر فترة التأزم بسلام.
وتؤکد "سحر طلعت وآخرون (2009) أن التواصل الفعال لا يمنع من حدوث مشکلات ولکنه يعين على حلها بصورة أيسر وأسرع ولا يدع لهما مجالاً لتفسد العلاقة بين الزوجينن وتختلف کيفية التواصل بين الأزواج من شخص لآخر وبحسب مدخلات هذا التواصل تکون مخرجات العلاقة بين الأزواج من حيث التفاهم والتوافق والمشکلات الزواجية. فالإنسان يمر في حياته بخبرات ومواقف مختلفة، يمثل بعضها أحداثاً ضاغطاً کما تري ايناس عبد الفتاح (317,2002) .
ولاشک أن اختلاف البيئة والظروف التي نشأ فيها الزوجان له أثره الکبير في خلق ردود أفعال سلوکية متفاوتة ومختلفة في الاستجابة للمواقف، هذا بالإضافة على الاختلافات الطبيعية بين الرجل والمرأة ومتطلبات واهتمامات کل منهما وغير ذلک من أمور, وتؤکد نتائج دراسة (عائشة ناصر، 2004) وجود علاقة بين التواصل الإيجابى والقدرة على الحب وذلک أن الطبيعة التبادلية التفاعلية للتواصل تجعلها علاقة تأثير وتأثر، الأمر الذى ينعکس على تحديد نوع العلاقة ودرجة التوافق والانسجام بينهما.
وأشار "دان وليامز" (2004) Dan Williams أن التواصل الفعال بين الأزواج يتميز بالابتعاد عن القاء اللوم على الشريک وعدم تحميل النفس مسئولية کل المشاکل التي حدثت خلال الفترة السابقة من الأزواج مع علاقة زواجية يغلب عليها التعاون لما له من فوائد نفسية للحصول على علاقة جيدة وتواصل دائم فکلما کنت متفهم ومحب ليتميز سلوکک بالتناغم مع شريکک ساعدک ذلک على تجديد العلاقة.
 
 
 
 
مشکلة البحث والأسئلة:-
تحتل بحوث أساليب التواصل بين الزوجين في الوقت الحاضر مکاناً متميزاً في مجال علم النفس الإيجابي نظراً لدورها الهام في استقرار الأسرة أو حدوث المشکلات الزواجية. ويشير فرانک (1973) إلى وجود بعض الخصائص التفاعلاتية لأنماط التواصل الجيد بين الزوجين. وهى أن الأزواج المستقلين في تواصلهم اللفظي يحصلون على نسبة رضا أکثر من الأزواج غير المستقلين، وأرجع العديد من المشکلات الزواجية التي تعاني منها الزوجات إلى سوء التعامل أو سوء الأسلوب المستخدم في التواصل. فالتواصل هو الطريقة التي تبني عليها العلاقات فالأشخاص الناجحون في فن التواصل هم أولئک القادرون على إرسال المشاعر والأفکار. فالزواج عبارة عن نظام من المشاعر تؤثر فيه تصرفات کل طرف في الطرف الآخر.
وأشار لورد Lord في دراسته (1999) أن التواصل بين الأزواج يساعد الزوجين على فهم أسباب تدهور العلاقات بينهم وکيفية صيانتها وتحسينها.
وذکر مايکل (2003) Michele أنه کلما اقترب التواصل بين الزوجين من الوضوح والأمان والمرونة والانفتاح والتفسير اقترب من تحسين العلاقة الزوجية وسهولة التواصل وإيجاد البدائل والحلول للمشکلات التي تقابلهم والمساعدة على إزالة سوء التفاهم بشکل أفضل.
وأکد جاک سيسن (2003) أن التواصل هو المحور الرئيسي الذى تدور حوله الحياة بشکل عام ويظهر دورة الفعال والرئيسى في التأثير الذى يحدثه في کل سلوکيات وحياة الفرد، فيجعلنا نعتقد أن التواصل وحده يبنى العلاقات ويحدد شکلها ولکنه أرجع أساليب التعامل الأخرى التي لها من التأثير على الحياة الزوجية کالقدرة على الحب والتعاطف والتعامل الجيد مع الذات ومع الشريک. ومن جهة أخرى يرى البعض أن استراتيجيات الاتصال التي يتسخدمها الأزواج أثناء زواجهم تتسب في 80% من حالات الطلاق ومن صورة الإهمال والتجاهل واللامبالاة على سوء تواصل والهروب من المواجهة للطرف الآخر وحل المشکلات (جمال ماضى، 2009، 48).

الكلمات الرئيسية