التقييم الايکولوجي – الحضري لتغيرات مجري نهر النيل بالمنطقة المرکزية لمدينة القاهرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الجغرافيا والخرائط , کلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة قناة السويس..

المستخلص

تؤکد التنمية المستدامة على الحفاظ على الموارد الطبيعية المتاحة، والتوازن بين استغلال تلک الموارد وإمکانات تجددها، وعدالة تمتع کل المجتمعات المحلية الحالية في المحافظات المختلفة بها، وأيضا الأجيال القادمة، بمعنى آخر التعامل مع الموارد الطبيعية کإرث مشترک بين الأجيال الحالية والقادمة في الأقاليم المختلفة.
وتمتلک مصر عدد غير قليل من الموارد الطبيعية لکن في العقود الأخيرة باتت تهدر جزئيا، ولکنها تلک الموارد تظل مؤثرة إذا تم إستثمارها مع الحفاظ على ديمومتها وتوازنها، وأبرز تلک الموارد الطبيعية القائمة الموقع الجغرافي ونهر النيل والتربة الفيضية السوداء(القديمة).
 ولقد أصبح التعامل بالتنمية مع نهر النيل في مصر ينطوي على قدر کبير من العشوائية تتجاوز حد العبثية بمورد يتسم بتفرده لکونه نهراً دولياً تأتي إمداداته المائية من خارج الحدود السياسية الدولية، وتتسم بمحدودية مياهه مع التزايد السريع للسکان، وتحيطه مخاطر کثيرة فيما يتعلق بإستمرارية ظروف الإمداد بالمياه في ظل الخلاف القائم مع أثيوبيا حول سد النهضة، ويأتي سوء التعامل مع مجراه وشواطئه وتلويث مياهه داخل الحدود المصرية إهدارا مقصودا يجب إيقافه، ومن هنا تکمن أهمية الموضوع.
ورغم أن الظاهرة قديمة ولکنها کانت في أضيق الحدود حسب متطلبات التنمية في حالة إنشاء الجسور والمعابر النيلية البرية والحديدية وطرق الکورنيش بالمدن، والزراعة على أراضي طرح النهر عند هجرته من الشرق إلى الغرب والعکس، ولکن بعد إنشاء السد العالي إنکمش مجرى النهر بعد إنحسار الفيضانات العالية والسيطرة على أحداثها وانکشفت أراضي جديدة استلزمت تعميرها بالزراعة والعمران.
 ولکن الزيادات السکانية السريعة والمتضاعفة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وثورة 23 يوليو وما ارتبط بها من تحضر المدن الکبيرة والصغيرة ونمو عمراني أفقي سريع وسعي السکان على امتلاک أو حيازة أو إشغال الأراضي الواقعة على واجهات المجاري المائية التي تخترق القرى والمدن المصرية ومنها القاهرة الکبرى.
فنهر النيل يخترق القاهرة الکبرى، ويربط مدينتي القاهرة في الضفة اليمنى من النهر ومدينة الجيزة على جانبه الأيسر، ويمتد من مدينة شبرا الخيمة شمالا وحلوان جنوبا في مسافة تناهز الخمسين کيلو مترا. وتستمر ظاهرة استخدامات واشغالات شواطئ نهر النيل وأراضي ضفافه على الجانب الشرقي في القاهرة والغربي في الجيزة والجزر النيلية[1].
ولکن تعقب تلک التغيرات تتوقف على الوثائق من الخرائط التاريخية والصور الجوية والفضائية القديمة والحديثة على مدى قرن من الزمن والتي تتوفر منها للکتلة العمرانية الرئيسية للقاهرة الکبرى بين کوبري إمبابة شمالا وجنوب کوبري عباس جنوبا لتغطي تلک الوثائق متابعة تاريخية لمنطقة الدراسة مدى قرن وربع قرن من الزمن(1890-2017)[2].



[1] فتحى محمد مصيلحى ، التنمية السياحية بالقاهرة الکبرى، الملتقى الرابع للجغرافيين العرب، الرباط ، 2 – 5 نوفمبر 2006، ص2.


[2]: (ا) خرائط مقياس ( 1: 50000 ) لمحافظة القاهرة , المشروع الفلندى,1993 .(ب) خرائط مقياس (1:1000) خرائط تفصيلية  للقاهرة الکبرى ، الهيئة المصرية العامة للمساحة ، 20 خريطة ، ديجيتال، 1930 .(ج) مرئيات فضائية (LAND SAT 5 , LAND SAT 8 )  ETM  للقاهرة عام 1890 ، 2015.(د) مرئيات فضائية (LAND SAT 5, LAND SAT 8 )  ETM  للقاهرة عام 2000 ، 2013.(ه) مرئية فضائية (Dem)  0.50 متر ، 2015 .(و) مرئية فضائية من نوع (DS_PHRIB ) بدقة مکانية 0.50 متر ، 2016 .(ز) مرئية فضائيةQuick bird 2010  دقة 60 سم , مرئية القمر الصناعى IKonos 2017  بدقة مکانية 1متر*1متر .

الكلمات الرئيسية