الخطاب الديني وثورة 25 يناير تحليل سيسيولوجي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاجتماع - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

تختلف الأديان في عقائدها ولکنها تجابه کلها دون استثناء جدلية استغلال الدين في السياسة، ومن خلال تحليل العلاقة بين المجال الديني والمجال السياسي ندرک نوعية هذا الخطاب الديني الذي ظهر في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير على افتراض أن الخطاب الديني يتشکل من خلال علاقات القوة في المجتمع، فإن الغرض الرئيسي من هذا البحث هو تحديد مظاهره في خطاب الميدان الديني، والذي يوفر أدلة تثبت طرق السلطة داخل الخطاب لدي المعنيين به.
لطالما شهد المجتمع المصري بخاصة والمجتمعات الدينية التقليدية بعامة تواجداً وحضوراً هاماً ودائماً ومميزاً للدين في شتي القضايا والمواقف الهامة سواء کانت على المستوي الديني أو الاجتماعي، أو حتى علي المستوي الاقتصادي والسياسي. وقد تعزز هذا الحضور خلال ثورة 25 يناير بشکل أکبر وأوضح على المستوي السياسي بشکل خاص، وظهر من خلال مواقف وتصريحات رجال الدين حيال قضايا سياسية خلال أحداث الثورة، سواء الرسميين منهم والتابعين لمؤسسة الأزهر والکنيسة أو غير الرسميين أو المنتمين لجماعات وأيديولوجيات أخري مختلفة، وقد انعکس أثر هذه الآراء والفتاوى على الشارع المصري، کما انعکس أثر تضارب وتصارع هذه الآراء بالرغم من أن کل منها قد طرح لعدد من الأسانيد والبراهين التي تدلل على صحة موقفه.
هذا وقد عکس الخطاب الديني داخل ميدان التحرير أيما تنوع، فنجده قد جمع بين تيارات متعاضدة وأخري متصارعة باختلاف توازنات القوي التي شکلها الشارع المصري وشکلتها الأحداث آنذاک، فعبر الخطاب الديني عن حضور الأزهر وحضور الکنيسة في بعض الأوقات، کما عبر عن الحضور السلفي والحضور الإخواني في أوقات کثيرة أخري، کذلک عکس حضور الخطاب الديني غير الرسمي سواء الإسلامي أو المسيحي، واللذان ظهرا بوضوح داخل الميدان، وکانا مؤثرين بشکل کبير وذا شعبية وقبول واسعين أيضاً.
ومن هنا تبلورت إشکالية الدراسة الراهنة في محاولة رصد الخطاب الديني الذي لعب دوراً هاماً في مجريات الثورة منذ بدايتها وحتى انتهاء فاعلياتها واستمر في فترة ما بعد المد الثوري وحتى اعتلاء الرئيس السابق محمد مرسي لکرسي الحکم. ولدراسة هذه الإشکالية البحثية نطرح التساؤلات التالية:
- ما هي مظاهر الحضور الديني خلال ثورة 25 يناير بعامة وداخل الميدان بخاصة؟
- إلى أي مدي لعب الخطاب الديني دوراً في ثورة 25 يناير؟
- ما هي طبيعة القضايا التي تناولها الخطاب الديني خلال ثورة 25 يناير؟
- ما هي الآليات التي شکلت الخطاب الديني خلال ثورة 25 يناير؟
- ما هي طبيعة السياق التاريخي الذي يظهر فيه حضور الخطاب الديني؟
وبالإجابة على هذه التساؤلات تکون الدراسة قد حققت الأهداف التالية:
- التعرف على طبيعة الخطاب الديني الذي تشکل في سياق ثورة 25 يناير من خلال التعرف علي قضياه وآلياته والأيديولوجيات الموجهة له وأثر السلطة فيه.
- الکشف عن حضور المؤسسة الدينية الرسمية وخطابها الرسمي وحضور الخطاب غير الرسمي خلال الثورة، ومدي التنافس بين الخطاب الرسمي وغير الرسمي وخطاب الجماعات الدينية والخطاب الديني للسيطرة على تبعية جمهور أوسع من المواطنين تسهم في تعبئة المتظاهرين وتوجيه الأحداث من خلال التأثير على القناعات.
و لتحقيق أهداف الدراسة قٌسمت الدراسة إلي بابين، وينقسم الباب الأول إلي خمسة فصول، وهي: الفصل الأول: الاستراتيجية المنهجية للدراسة، والفصل الثاني: التراث البحثي السابق في الخطاب الديني والثورة، والفصل الثالث: الأسس النظرية والمنهجية لدراسة الخطاب، والفصل الرابع: الخطاب الديني والثورة- تحليل تاريخي، والفصل الخامس: خريطة الخطاب الديني خلال ثورة 25 يناير، أما الباب الثاني فيأتي تحت عنوان: تحليل الخطاب الديني لثورة 25 يناير- خطاب مظهر شاهين نموذجا، وينقسم إلي ثلاثة فصول: الفصل السادس: قضايا خطاب مظهر شاهين، و الفصل السابع: آليات خطاب مظهر شاهين، والفصل الثامن نتائج الدراسة.

الكلمات الرئيسية