دلالة الاستلزام بين النظرية والتطبيق كتاب "بلاغات النساء" لابن طيفور نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الألسن - جامعة عين شمس

المستخلص

دلالة الاستلزام إحدى الدلالات غير المباشرة التي يمكن من خلالها الوصول إلى المعنى الذي يريده المتكلم، ويعبر عنه في طيات الكلام دون الإفصاح عنه. ولا شك أن أنماط الدلالات غير المباشرة متعددة، غير أن ما يميز دلالة الاستلزام هو أنها تُدرَك من خلال المقامات التي تستلزمها الجملة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النمط كان محل عناية اللغويين وغيرهم من البلاغيين والأصوليين قديمًا وحديثًا؛ وذلك لأهمية هذا المبحث في الكشف عن أسرار المعاني.
ولم تقتصر هذه الدراسة على الجانب النظري التأصيلي، بل جاءت عمليةً تطبيقيةً أيضًا؛ إذ اختارت كتاب "بلاغات النساء وطرائف كلامهن ومُلح نوادرهن وأخبار ذوات الرأي منهن وأشعارهن في الجاهلية وصدر الإسلام" لأبي الفضل بن أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني (204 - 280ه) ليكون مادة تطبيقية، تقف الدراسة فيه على صور دلالة الاستلزام وأنماطها وأشكالها.
ويمتاز كتاب "بلاغات النساء" بكونه كتابًا جامعًا لعدد كبير من النصوص والطرائف والأخبار التي جاءت على لسان ذوات الألباب والحكمة والرأي من النساء في عصر ما قبل الإسلام وصدر الإسلام، وقد بلغت المرأة في هذه الحقبة التاريخية منزلة رفيعة في الفصاحة والبلاغة والقدرة على النقد والاستحسان والموازنة، بل إن المرأة قد تقدمت على الرجل في بعض الأغراض الكلامية كالرثاء والهجاء.
كما يمتاز كتاب "بلاغات النساء" بتعدد موضوعاته، فالناظر فيه يطالع موضوعات متعلقة بالسياسة والاجتماع، وغير ذلك، كما يجد للمدح والثناء، والهجاء، والرثاء، وغيرها من الأساليب مكانًا بارزًا. وقد جاء كل ذلك مصبوغًا بصبغة خاصة أضفتها عليها الطبيعة النسائية الخاصة، من صدق في العاطفة وصدق في اللهجة المطابقة لعاطفتها.
ويهتم هذا البحث بالجانب النظري التأصيلي لظاهرة دلالة الاستلزام؛ بالإضافة إلى الجانب التطبيقي العملي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية