کتابات عبداللطيف البغدادي التاريخية في المصادر العربية(دراسة تحليلية)

المؤلف

کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

شهد العصر الإسلامي نهضة علمية واسعة، أثرت الحضارة الإسلامية بميراث ضخم من المؤلفات في شتى مجالات المعرفة؛ إلا أن المکتبة العربية فقدت جانبا مهما منه، لبعده عن عصر اکتشاف الطباعة، وما نتج عنه من قلة الأعداد المکتوبة، هذا بالإضافة إلى أثر الحروب التي شهدها، على تدمير المدن وما تحويه من مکتبات؛ ونهتم في هذه الدراسة بجمع الکتابات المفقودة للطبيب واللغوي موفق الدينعبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وإبراز أهميتها التاريخية؛ خاصة أنه حظي بشهرة ومکانة علمية کبيرة، وأقام لفترات طويلة في بغداد، ومصر، وبلاد الشام، وأرمينية؛ وکان شاهدا ومشارکا في أهم الأحداث في عصره (557- 629هـ /1162-1231م).
 
  ألف عبد اللطيف البغدادي کتابا عن سيرته الذاتية، سجل فيه آراءه ومشاهداته عن أهم من عاصره من الخلفاء والسلاطين والملوک والوزراء والقادة والعلماء؛ واعتمد في کتابته على الوثائق الأصلية، وروايات شهود العيان، وصار لذلک من المؤلفات التاريخية القيمة؛ وأدرک أهميته تلاميذه من الأطباء والمؤرخين المعاصرين له واللاحقين به، فاقتبسوا منه في مؤلفاتهم، وتبين من مقارنة کتاباتهم أنهم اتفقوا في کتابة نفس الاقتباس، فحفظوا بذلک جانبا مهما من کتاباته؛ ولهذا وجدنا أن معاصرته لأحداث مهمة في عصره تستوجب دراسة مستقلة عنه، تهتم بتوضيح رؤيته ومنهجه في الکتابة التاريخية، وإبراز أهمية کتاباته المفقودة، المحفوظة بين صفحات المصادر العربية. وسوف نوضح أهم ملامح عصره، ورحلاته التي استمرت لأکثر من أربعين عاما، وأثرها على مکانته العلمية، وعلاقاته السياسية؛ وأهم المصادر التي اعتمد عليها؛ وملامح أسلوبه في الکتابة؛ وأهمية النقد لديه، ونقد المؤرخين القدامي له، ومآخذ الدراسة عليه، ونستشهد من خلال ذلک بنماذج من کتاباته التاريخية