الدور الثقافي لحجاج خراسان في بغداد في العصر العباسي الثاني (232- 656هـ /847-1258م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

      شهدت الحرکة العلمية في العالم الإسلامي ازدهارًا کبيرًا في العصر العباسي الثاني، وتعد قوافل الحجاج من المنارات الثقافية التي أسهمت بدور کبير في إثراء الحضارة الإسلامية؛ وکانوا حلقة وصل مهمة بين مختلف البلدان الإسلامية؛ وقاموا بنقل تراثهم العلمي في کل المحطات التي تمر بها القوافل في طريقها إلى بلاد الحجاز؛ وشهدت هذه المدن نشاطًا علميًّا مميزًا في کل عام، وألقى کبار العلماء وعامة الحجاج المحاضرات في مختلف العلوم، وأصبحت هذه الفترة أشبه بالمؤتمرات الدولية في وقتنا الحاضر؛ ما ساهم في نشر الثقافة الإسلامية وازدهارها. 
 
     وتهتم هذه الدراسة بإبراز دور حجاج خراسان في التواصل الثقافي بين بلدان المشرق الإسلامي وبغداد، خلال فترة إقامتهم القصيرة بها، في شهر شوال وعدة أيام من ذي القعدة، في طريق ذهابهم إلى الحج، وبعد عودتهم في العام التالي خلال شهري صفر وربيع الأول؛ وتتمثل أهمية هذا الموضوع في أن الهدف الرئيس للحاج کان أداء الفريضة، وتکبد لذلک مشقة السفر وطول المسافة بين خراسان وبلاد الحجاز، ومع ذلک کان حريصًا على أن يضيف إلى رحلته هدفًا آخر، وجعل ما درسه على شيوخه في بلده علمًا ينتفع به؛ وقام بعقد المجالس العلمية لإفادة أهل بغداد.
     وقد أولت الخلافة العباسية الحجاج اهتمامًا کبيرًا، وانعکس ذلک في اتساع المراکز العلمية التي فتحت أبوابها لاستقبالهم وتنوعها، في جانبي بغداد الغربى والشرقي؛ وساهم في إثراء مجالسهم اهتمامهم بقراءة أشهر المؤلفات في المشرق الإسلامي؛ ولهذا شهدت إقبالًا کبيرًا من کافة طبقات المجتمع، من کبار رجال الدولة والعلماء، إلى العامة من الرجال والنساء، هذا بالإضافة إلى الطلاب والأطفال 

الكلمات الرئيسية