الأهمية الإستراتيجية لمدينة أبيدوس في العصر البيزنطي (من عام 330م حتى عام 1235م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

  تتناول هذه الدراسة الأهمية الإستراتيجية لمدينة أبيدوس ومينائها منذ بداية الحقبة البيزنطية وحتى عام 1235م، وتعد مدينة أبيدوس بحکم تفرد موقعها البوابة الکبرى للقسطنطينية، وهذا الموقع جعلها من أهم الطرق التي تربط بين القسطنطينية من جهة وکل من إيطاليا والسواحل الأفريقية من جهة أخرى، ما جعل لها دورًا کبيرًا لعبته في حرکة النقل البحري للبضائع والمواد الغذائية الأساسية إلى القسطنطينية، وقد برز هذا الدور بشدة في القرن الثامن وحتى القرن العاشر الميلادي.
  وبسبب هذا الأمر أصبح ميناء أبيدوس من أهم المراکز الجمرکية بالدولة البيزنطية، وهو ما يفسر الاهتمام الشديد من قبل الأباطرة البيزنطين به؛ حيث بادر العديد منهم بإصدار المراسيم التي تنظم العمل به، وتتحکم في حرکة سير البضائع المجلوبة إليه أو الصادرة منه وتحددها ، ومن الأمثلة على ذلک ما فعله الإمبراطور أناستاسيوس الأول ( 491- 518م) حين قام بإصدار مرسوم للتحکم في التعريفة الجمرکية على سفن الشحن المتجهة إلى مضيق الدردنيل وميناء أبيدوس، وما قام به الإمبراطور جستنيان الأول (527-565م) بإنشاء إدارة جمرکية بميناء أبيدوس تنظم حرکة البضائع وتشرف عليها وتقدر الرسوم على السفن المحملة بها، کما لعبت السياسة دورًا مؤثرًا على ميناء أبيدوس حين قامت الإمبراطورة إيرين (797-802م) بتخفيض بعض الرسوم الجمرکية فى الميناء عام 801م .
 وقد کان لموقع  أبيدوس سبب بأن تکون مستهدفة ليس من قبل الأعداء الخارجيين فحسب، بل من قبل الأعداء المحليين أيضًا، کما شهدت أبيدوس بعض الثورات  والتمردات الداخلية التي أثرت على حرکة المرور البحري على الميناء؛ مما کان له مردودًا اقتصاديًّا سيئًا على الدولة البيزنطية في ذلک الوقت.

الكلمات الرئيسية