نهر النيل وأثره فى بداية تطور علوم الفلک والتقويم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

    کان لنهر النيل تأثير عظيم فى فکر المصرى القديم وتطور علومه ومهاراته، ففى مجتمع زراعى کالمجتمع المصرى القديم من الطبيعى أن يکون أهم حدث فى الحياه هو فيضان النيل الذى يعتمد عليه ازدهار البلاد بأکملها؛ لذا فقد حرص المصرى القديم منذ أقدم العصور على ضبط ومعرفة مواعيد الفيضان، مما أدى إلى تطلعه إلى السماء والنظر فى النجوم باستمرار، فقسم السنة طبقًا لدورة فيضان النيل، وجعل من الفيضان بداية لعامه، ومن ثم کان لنهر النيل وفيضانه دور فاعل فى معرفة المصرى القديم لعلم الفلک وتطوره.
   ولعل من أبرز ما توصل إليه المصرى القديم فى علم الفلک هو معرفته واستخدامه للتقويم النجمى الشمسى، ومن ثم اختلف عن غيره من الشعوب المعاصرة له التى استخدمت التقويم القمرى ولم تعرف غيره، حيث لاحظ المصرى أن أول بشائر الفيضان تأتى حين تتلون المياه باللون البنى عند رأس الدلتا، وتصادف ذلک مع ظهور نجم الشعرى اليمانية فى السماء، فحسب ما بين کل ظهور وآخر لهذا النجم، فوجدها ثلثمائة وخمسة وستين يومًا –عدد أيام السنة– قسمها إلى اثنى عشر شهرًا لکل شهر ثلاثون يومًا، أضيف إليها خمسة أيام اعتبرت أعيادًا. وقسم الشهر إلى ثلاث مدد لکل مدة عشرة أيام عرفت فى النصوص المتأخرة بـ "الأول"، "الأوسط"، "الآخر"، فتکونت السنة من ستة وثلاثين أسبوعًا أو عقدًا، فکان بذلک أول من عرف عدد أيام السنة وکذلک الشهور.
    ثمة إنجاز آخر يعود الفضل فيه إلى المصرى القديم هو أنه أول من قام بتقسيم اليوم إلى أربع وعشرين ساعة أثنتا عشرة ساعة للنهار وأثنتا عشرة للليل.
   ومن ثم فالتقويم الذى يستخدمه عالمنا المعاصر اليوم إنما هو التقويم المصرى القديم الذى عرفته مصر منذ أقدم العصور، فقد أعطى النيل التقويم لمصر وأعطته مصر للعالم.