جهالة الرواة أسبابها، أقسامها، أثرها في قبول الروايات وردها دراسة تطبيقية على الرواة المجهولين في کتاب المحلى بالآثار لابن حزم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

يعد ابن حزم عالمًا موسوعيًا فذًا لم تجد الأمة بکثير من مثله، فقد نبغ  رحمه  الله في کثير من العلوم والفنون التي تنوعت ما بين الآداب والفلسفة والمنطق، وعلوم الشريعة من الحديث والفقه، وقد کان - رحمه الله - من مشاهير علماء الإسلام في الفقه والحديث، ومن الذين کان لهم باع کبير، وعلم غزير في هذا المجال، فقد أکثر من الـتآليف، والتصانيف التي تخدم علوم الشريعة الإسلامية.
ومن هذه المؤلفات ذلک السفر المشهور "المحلى بالآثار"، والذي صنفه ابن حزم اختصارًا لکتاب "المجلى على الکتب الفقهية"، وجمع فيه کل أبواب الفقه الإسلامي، على المذهب الظاهري الذي تمذهب به.
لقد کان لابن حزم آراؤه الفقهية الجريئة التي أهلته ليکون فقيهًا من الفقهاء، فقد يوافق  علماء المذاهب الأخرى، وقد يخالفهم فيها، فعد بذلک مجتهدًا من المجتهدين، حيث بدأ دراسة علوم الشريعة بدارسة علم الحديث أولًا، ثم انتقل لدراسة علم الفقه،  وقد کان لسعة علمه في الحديث والفقه الأثر الکبير في استنباط الأدلة الفقهية على المسألة التي يقوم بعرضها، فهو يتعرض لدراسة الدليل ووجه دلالته، من القرآن والسنة، ثم يبين علل الأحاديث والآثار التي يستدل بها ، ثم يستعرض أدلة المخالفين ويفند أدلتهم.
 ومن منهجه في إبطال أقوال مخالفيه من الفقهاء أن يعرض أدلتهم من الأحاديث والآثار ثم يبين ضعفها أو عدم حجيتها لعلل مختلفة، إما بسبب ضعف في أحد راوة الإسناد، وإما بسبب علة أخرى قادحة في اتصال السند کالانقطاع، أو الإرسال أو غيرها ، وقد استدل رحمه الله بکثير من الأحاديث، أعل بعضًا منها بسبب جهالة راوٍ فيها أو عدد من الرواة، أو بعلل أخرى، وقد رأيت أن تجهيل ابن حزم لبعض من رواة الأحاديث يحتاج إلى نظر، ومن ثَمَّ النظر في صحة هذه الروايات التي أُعِلَّتْ بسبب الجهالة، فکانت فکرة البحث، وهي دراسة هذه الروايات التي جهل ابن حزم رواتها في کتاب "المحلى بالآثار"، وبيان الصواب أو الخطأ فيما ذهب إليه، ثم تناولت دراسة لبعض المسائل الفقهية التي لها علاقة بالدليل الذي أعله ابن حزم من السنة بسبب جهالة أحد رواة الإسناد أو أکثر.
وسوف تبين هذه الدراسة الکثير مما أثير عن الزعم السائد أن ابن حزم جهل رواة مشهورين وأعل مروياتهم بسبب ذلک.

الكلمات الرئيسية