: في خاتمة هذا البحث نُجْمِل أهم ما أثبتناه آنفًا :
من أشمل تعريفات السياق التعريف الذي أشار إليه ديفيد کريستال بقوله : (( وفي أوسع معنى لسياق الحال فإنه يشمل الخلفية غير اللغوية لنص أو کلام ما کاملة وبکل ما فيها ويشمل ذلک الموقف الحالي الذي يستخدم فيه النص أو الکلام ، ووعي المتکلم والسامع لما قيل قبلُ ، وأية معتقدات أو افتراضات سابقة خارجية)) .
مکونات سياق الحال کثيرة ومتعددة ، منها ما هو لحظي ، ومنها ما هو دائم نسبيا .
السياق ـــ بوجه عام ــ کما قال ابن قيم الجوزية : (( يرشد إلى تبيين المُجمل ، وتعيين المحتمل ، والقطع بعدم احتمال غير المراد ...وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتکلم ، فمن أهمله ، غلط في نظره ، وغالط في مناظرته)).
علاقة اللغة بالمجتمع قوية جدا ، وأية محاولة لتفسير الظواهر اللغوية دون الرجوع إليه محاولة عبثية ، ولن تؤدي إلا إلى إجداب الدراسات اللغوية .
غياب سياق الحال عن تقعيد القاعدة النحوية قد يؤدي إلى اضطرابها أحيانا ، مثلما لاحظنا مع : جموع القلة والکثرة ، وقاعدة : نفي النفي إثبات ، ونصب الظرف ، الوقوف على الأداة کلا ، وإهمال دلالات الأوزان الصرفية في سياقاتها الجديدة .
التنبيه على أنه ما زالت دلالات الأوزان الصرفية ميدانا بکرا ، وخصبا ، وفي حاجة إلى کثير من الدراسات الدلالية .
غياب سياق الحال عن التوجيه الإعرابي قد يفضي بنا إلى ((فوضى دلالية)) .
غياب السياق وعدم اعتباره يؤدي إلى ((تفکک أوصال النص)) .
إهمال السياق عند توجيه النصوص الشرعية قد يوقع في مأزق شرعي وعقيدي .
التأکيد على الاتجاه العلمي الذي يقول : إن القاعدة يجب أن تؤخذ من العرف وعادة أصحاب اللغة .
أهمية الرسومات والصور الفوتوغرافية التي ترسم مسرحا للحدث اللغوي عند شرح القواعد النحوية للناشئة .