إن طبيعة العلاقات العراقية المصرية للفترة (1958 – 1968) اتسمت بعدم الثبات والاستقرار، ومن خلال دراستنا لتلک الفترة وتحليل معطياتها توصل الباحث إلى أن هذه العلاقات عندما تکون إيجابية يکون النظام العربي بحالة خير، ويکون التضامن العربي بحدها الأدنى موجودا ويصعب على أعداء الأمة العربية التصدي لهذه الحالة. وعلى عکس ذلک حينما تکون هذه العلاقات متوترة وسلبية تلقي بظلالها على النظام العربي والعمل العربي المشترک، بل وتسهل على أعداء الأمة اختراق أمنها القومي جراء هذا النوع من العلاقة. توصل الباحث إلى أن طبيعة العلاقات العراقية المصرية منذ عام 1958 اتسمت بطابع يغلب عليه التأرجح، وظهر ذلک من خلال موقف الطرفين إزاء بعضهما ولکنها شهدت تطورا ملحوظا عندما ساندت الجمهورية العربية المتحدة ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 وإعلان النظام الجمهوري، وسرعان ما توترت العلاقات بين البلدين بسبب مساندة عبد الناصر لحرکة الشواف الذي قادها العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل عام 1959، والذي عول عليها بأنها ستضع النهاية لحکم عبد الکريم قاسم وتنهي المد الشيوعي في المنطقة. کما کشفت الدراسة عن حقيقة مفادها أن الخلافات السياسية بين العراق والجمهورية المتحدة هو خلاف على الزعامة، ويرى الباحث أن هذا الخلاف غير منطقي لأسباب عديدة منها: الفرق الواضح والکبير بين شخصية عبد الناصر ومکانته بالعالم العربي وبين عبد الکريم قاسم، وکذلک مکانة مصر بالمنطقة وإمکانياتها العسکرية قياسا بالدول العربية الأخرى في تلک الفترة.