الشخصية تقع في صميم الوجود الروائي ذاته، إذ لا توجد رواية بدون شخصيات تقود الأحداث وتنظم الأفعال وتعطي القصدية بعداً واقعياً. لذلک فإن الشخصية تکتسب أهميتها عند باختين کونها تمثل رؤية للعالم ولذاتها وليس المهم عنده ما تمثله الشخصية في العالم، بقدر ما يمثله العالم للشخصية وما تمثله لنفسها، لذلک سعت کل الدراسات النقدية إلى دراسة الشخصيات في العالم الروائي، فلا تکتمل الدراسة النقدية بدون التعرض لشخصياتها من قريب أو بعيد، ونظرا لعناية النقاد بالشخصية وبناءها الفني، فقد لمسنا ثراء معرفيا في کل ما يتعلق بالشخصية، ويتضمن هذا الثراء المعرفي والنقدي ما يتعلق بتصنيف الشخصيات، فقد تنوعت وتعددت طبقا لمعايير واعتبارات مختلفة، فقد تنقسم الشخصية إلى ثانوية ورئيسة حسب دور الشخصية، وقد تنقسم إلى مسطحة ومدورة حسب تطور الشخصية، وغيرها العديد من التصنيفات، ولفيليب هامون تيبيولوجيته الخاصة به حيث صنف فيليب هامون الشخصيات إلى ثلاث فئات : 1-الشخصيات المرجعية : personage referentially تحيل هذه الشخصيات على الواقع غير النصي الذي يفرزه السياق الاجتماعي أو التاريخي، لذلک قسمها هامون إلى الأصناف الآتية : - الشخصيات التاريخية: مثل نابليون - الشخصيات الاجتماعية: مثل العامل، الفارس، المحتال - الشخصيات الأسطورية: مثل فينوس، زوس - الشخصيات المجازية : مثل الحب والکراهية. 2-الشخصيات الواصلة personage embraceors: إنها دليل عل حضور المؤلف أو القارئ أو من ينوب عنهما في النص : شخصيات ناطقة باسمه،جوقة التراجيديا القديمة ،المحدثون السقراطيون ،شخصيات عابرة ،رواة ومن شابههم،واتسون بجانب شارلوک هولمز ،شخصيات رسام ،کاتب،ساردون مهذارون،فنانون..إلخ. ويکون من الصعب أحيانا الإمساک بهذه الشخصيات ،وهنا أيضا ولأن الإبلاغ يمکن تعليقه (النصوص المکتوبة)تتسرب آثار تشويشية مختلفة أو عمليات تمويهية لتخل بإمکانيات فک مباشر لرموز "معنى"يعود إلى شخصية معينة (من الضروري أن نکون على علم بالمفترضات وبالسياق ،فالکاتب قد يکون حاضرا بشکل قبلي بنفس الدرجة وراء"هو"و"أنا"،أو وراء شخصية أقل تميزا ،أو وراء شخصية مميزة بشکل کبير) والمشکل في العمق هو مشکل البطل دائماً.[1] 3-الشخصيات الاستذکارية (المتکررة )personage anaphorique: تقوم هذه الشخصيات داخل الملفوظ بنسج شبکة من الاستدعاءات والتذکيرات بمقاطع ملفوظية منفصلة، وذات أحجام متفاوتة، کما تقوم بوظيفة تنظيمية لاحمة، ومعنى ذلک أنها علامات مقوية لذاکرة القارئ، مثل الشخصيات المبشرة بالخير، وتظهر في الحلم المنذر بوقوع حادث أو في مشاهد الاعتراف والبوح، والتمني والتکهن، والذکرى والاستشهاد بالأجداد. وقد أشار فيليب هامون إلى ملاحظة هامة تتعلق بهذا التصنيف، إذ أنه بإمکان أي شخصية أن تنتمي في وقت واحد أو بالتناوب لأکثر من واحدة من هذه الفئات[2] . وفي بحثنا هذا نعرض لفئة الشخصيات الواصلة في روايات يوسف السباعي الاجتماعية، وهذه الشخصيات "غير محيلة على ما هو من أمر الثقافة، وإنما هي مؤشرة إلى حضور الکاتب، وهى لاتکون ذات هوية مذکورة في التاريخ ولاتکون متصلة بالمعارف الموجودة بين أيدى القراء، وإنما تکون محيلة على ذات منشئها وعلى جوانب معينة من حياته ومزاجه([3])، وهذه الشخصيات الواصلة أو الإشارية يختلف حضورها من رواية لأخرى عند يوسف السباعي، فقد نلاحظها بشدة ويکثر وجودها في الرواية، وقد يضعف وجودها. ولما کانت الشخصيات الإشارية هى إشارة للکاتب من جهة، وإلى القارئ من جهة أخرى فسنفصل بينهما لغرض الدراسة فحسب.
[1]-فيليب هامون:سيميولوجية الشخصيات الروائية:ترجمة سعيد بنکراد:دار الحوار:الطبعة الأولى :ص36
[2]-حسن بحراوي:بنية الشکل الروائي: المرز الثقافي العربي:بيروت :الطبعة الأولى (1990):ص217
[3]الصادق قسومه : طرائق تحليل القصة بـ ص 103(نقلا عن نادية بوفنغور)
شنقار, أسماء إبراهيم حسين شنقار. (2015). الشخصيات الواصلة ( الإشارية ) في روايات يوسف السباعي الاجتماعية. مجلة البحث العلمي في الآداب, 16(4), 1-26. doi: 10.21608/jssa.2018.12838
MLA
أسماء إبراهيم حسين شنقار ابراهیم شنقار. "الشخصيات الواصلة ( الإشارية ) في روايات يوسف السباعي الاجتماعية", مجلة البحث العلمي في الآداب, 16, 4, 2015, 1-26. doi: 10.21608/jssa.2018.12838
HARVARD
شنقار, أسماء إبراهيم حسين شنقار. (2015). 'الشخصيات الواصلة ( الإشارية ) في روايات يوسف السباعي الاجتماعية', مجلة البحث العلمي في الآداب, 16(4), pp. 1-26. doi: 10.21608/jssa.2018.12838
VANCOUVER
شنقار, أسماء إبراهيم حسين شنقار. الشخصيات الواصلة ( الإشارية ) في روايات يوسف السباعي الاجتماعية. مجلة البحث العلمي في الآداب, 2015; 16(4): 1-26. doi: 10.21608/jssa.2018.12838