بلاغة الحوار فى الشعر القصصى لدى شعراء المهجر الشمالى "الرابطة القلمية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

الحوار أحد عناصر الشکل الفنى المشترکة بين فنون الکلمة: المسرحية والرواية والقصة والقصيدة، وغيرها. وتتباينأهميته بحسب طبيعة الفن الذى يؤدى دوره فيه، فهو فى المسرحية العنصر الأهم بين عناصر الشکل الفنى،ولا يتصور أدب مسرحى من دونه؛ فالمسرحية "قصة ننقلها للجمهور بواسطة فرقة منالممثلين"،وإذا ذکرت ذکر الحوار؛لأنه الأساس فيها، وهو أداتها من بدئها إلى ختامها، على حين لا يلعب الدور نفسه فى الرواية،وليست له فيها الحتمية أو الأهمية،بل يؤدى دوره مع غيره من العناصر الفنية،کما يختلف دوره ووظيفته فى القصة القصيرة، وفى القصيدة التى هى فى المقام الأول تشکيل جمالى يقوم على الصورة الفنية قبل أى شىء آخر،فالشعر وإن أفاد من البنى السردية هو أولا إيقاع وتنغيم وتصوير وإيحاء ورمز.
 وتختلف طبيعة الحوار من حيث مستوى اللغة ودرجة الوضوح أوالتکثيف والإيجاز فى هذه الفنون الأربعة، فبينما ينبغى أن يکون واضحا مباشرا فى المسرحية، فإنه يجب أن يکون مکثفا موجزا فى القصيدة، حافلا بالصور؛ لأن نقلها هو مهمته الأساسية فى الشعر الغنائى الذى هو فى جوهره "صور تمثل مشاعر.." ينقلها الحوار فيه على جناحى الفکر والشعر، بما تحمله عباراته من جماليات ودلالات لا تکون فى الحوارات الأخرى.  وأقل تکثيفا فى القصة القصيرة منه فى الشعر نظرا لطبيعتها الفنية؛ حيث هى:"حکاية أدبية، تدرک لتقص، قصيرة نسبيا ذات خطة بسيطة،وحدث محدد...توجز فى لحظة واحدة حدثا ذا معنى کبير"، فالأساس فيها هو السرد والوصف والتحليل، ولکن الحوار قد يلعب دورا جوهريا فيها أيضا، على أن يکون قصيرا موجزا ومحکما. وفى الرواية يکون أقل تکثيفا منه فى القصة نظرا لطبيعتها کذلک، فالأساس فيها هو السرد، والروائى يمکنه أن يتحرک بحرية؛ لأنه "يتمتع بالصفحات وبالزمن"، وأقل وضوحا ومباشرة منه فى المسرحية مراعاة لحال الجمهور المتلقى.وهکذا يختلف الحوار تبعا لطبيعة العمل أو النوع الفنى.