حلاَّج القرن الحادى والعشرين فى مرايا الشعراء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

لَمَّا کَانَ بدءُ هذا القرن (الحادى والعشرين) يغمرهُ الظلمُ والطغيان ، ويسوده الجُرمُ والقتلُ والهوانُ ، وانحطَّت فيه الأخلاقُ وبيع فيه الإنسانُ ، وطغى واستبد فيه الحکام ، کان الإنسان الشاعر يرفضُ کلَّ هذه الألوان ؛ مهموماً لما يعانيه الوطن من قهر وفقر وسلب واحتيال ، متقمصاً شخصية من أهم الشخصيات التراثية الصوفية التى عانت کلَّ ما يعانيه الشاعر المعاصر ، فهو نموذج فريد للالتزام ، فى مواجهة مشکلة عصره ، فهو لم يرضَ أن يعيش لنفسه وللذته الصوفية وآثر أن يشارک فئاتِ الأمة آلامها وآمالها، وهمومها وطموحاتها إنه (الحلّاج) .                                                    
وعلى غير المألوف لمْ أجد من شعراء هذا القرن من يذکر (اسم الحلاج) کما فعل شعراء القرن الماضى (القرن العشرين) من أمثال البياتى فى قصيدة – عذاب الحلاج ، أو مسرحية – مأساة الحلاج ، لصلاح عبد الصبور ، وقصائده ومرثية الحلاج لأدونيس ، أو مسرحية الحلاج لعدنان مَردم وغيرها ... تُرى لماذا ؟                                                                                      
ربما يرجع ذلک إلى تفرد هذا العصر بازدياد الفساد والاستبداد ... عن معدله المعتاد فى العصور السابقة . کلُّ هذا کان سبباً فى أن يجعل الشاعر المعاصر يحسُّ فى نفسه ، بل ينبع من داخله (حلاج) يرفض الظلم ، ينبذ الحکام ، يدافع عن المظلومين والفقراء ، ويطالب بالثورة على کل ما هو ضد الإنسانية .