قصيدة نکبة دمشق "لأحمد شوقي" (دراسة تحليلية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مرکز اللغات - الجامعة الحديثة للتکنولوجيا والمعلومات

المستخلص

إن القصيدة وليد يعيش في وجدان الشاعر، تبدأ بالتأثر والانفعال وتنتهى بالمخاض، ويکتمل هذا الوليد بالأحداث التي يحياها الشاعر ليل نهار؛ فيتمخض وجدانه عن جمل وعبارات وأساليبَ، وخيال خصب، وأحاسيس جياشة، وموسيقى معبرة؛ ليصل ذلک کله إلى عقل المتلقى وقلبه؛ فينفعل بالأحداث، ويحس بإحساس الشاعر ونبضه . وتأتي عظمة الشعرمن " إن الفن الشعري خاصة، لايقف على دلالات اللغة الوضعية،بل إنه يقوم بعملية خلق جديد للأشياء معتمدا على ترکيباته اللغوية ،حيث يبتعد عن فکرة البعد الواحد ،فنستطيع أن نرى أبعادا متعددة تلوح من خلال القصيدة ،وعلى ذلکفاللغة في الشعر تعتمد على شفاهية حدسية ،وعلى لمعان خاطف يتموج خلف الکلمات؛ ليحيي عالمها المغلق ،حيث تستکن التجربة بمشاعرها المختلفة مختبئة وراء کنهها ."(1) ومن هنا ندرک أن القصيدة لا تحتمل معنى محددا ، بل إن معانيها تتخلق فى السياق العام"
          وفي هذه السطور نحاول أن نقف على إبداع شوقى الشعرى في قصيدته المُعْنونَة "نکبة دمشق" تلک المدينة التي أصابها الفرنسيون بمدافعهم؛ وأدى ذلک إلى دمارهائل أصاب  تلک المدينة التاريخية العريقة ، و يتعرض الشعب السورى للمصير نفسه –الآن - ولکن هذه المرة على يد أبنائه المتنازعين والمتناحرين عل السلطة ،وحکم البلاد !
          وحاول "شوقى"- بما يملک من رصيد ثقافي واسع، ولغة تراثية خصبة، وعاطفة قومية جياشة – أن ينقل إلينا تجربته الشعرية في قصيدته الحماسية. وقبل أن نتناول القصيدة، يجب أن نؤکد ثراء هذه القصيدة، وغناها برموزها وإيحاءاتها؛ فهى تمثل نموذجاً لکلاسيکية شوقى، ونحن على  يقين أننا لم نقل الکلمة الأخيرة في هذه القصيدة؛ لأن الشعر العظيم حمَّالٌ أوجه.
          والنص الثري دلالياً وفنياً يحتفظ دائماً بسر کامن غامض في أعماقه. وسأحاول في الصفحات القادمة قراءة هذه القصيدة قراءة تحليلية، ومعتقداً في الوقت ذاته أن الأعمال الفنية قابلةٌ في کل آنٍ إلى المراجعة.
          وقد جاء هذا البحث في مقدمة، ومدخل للدراسة يضم ذکراً للقصيدة، أعقبها شرحٌ لمعانيها وفکرتها، ثم تناولت القصيدة من حيث :
أولاً : قراءة اللفظ الشعري وتوظيفه.
ثانياً : البناء الأسلوبي.
ثالثاً : التصوير وأثره في بنية النص.
رابعاً : موسيقى القصيدة.