دور التفکير الاستدلالى التقريبى فى المنطق الغائم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 لقد تناولنا خلال هذا البحث، نمط جديد من أنماط الاستدلال فى ضوء إحدى تطورات المنطق المعاصر- وهو المنطق الغائم - الذى يهتم ببنية الاستدلال الذى يُمکننا من قدرات التفکير الإنسانى، ويکمن هذا النمط فى الاستدلال التقريبى، الذى يلائم العالم الغامض بأسره؛ لأنه يشکل الأساس النظرى الذى يتلائم مع القضايا اللايقينية، والتى تتعامل مع الصدق الجزئى فى ضوء الإستناد إلى نظرية الفئات الغائمة.
             وبصورة عامة، إن منهج الاستدلال التقريبى فى المنطق الغائم تم التمهيد له عندما تم انتهاک قانون الوسط المرفوع، مما سمح بوجود قيمة ثالثة لا محددة بين قيمتى الصدق والکذب وهذا ما جاء به لوکاشيفتش الذى رأى أن المنطق المتعدد القيم هو المنطق الأمثل، ومن هنا نبع منهج الاستدلال التقريبى الغائم على يد العالم لطفى زاده، الذى سمح هو الآخر بالتدرج المتصل اللانهائى للقيم فى الفاصل المغلق { 0،1 } لذا يُمکننا أن نُطلق على المنطق الغائم بأنه منطق متدرج متصل القيم .
              ومن هنا فإن منظور المنطق الغائم يختلف تماماً عن منظور المنطق الکلاسيکى لمنهج التفکير الاستدلالى، فهناک فارق شاسع بينهما وهو أن الاستدلال التقريبى بوجه عام يسمح بتدرج لا نهائى للقيم - وهذا عکس ما آل إليه المنطق الکلاسيکى، الذى سمح بوجود الصدق والکذب التام - کما أنه تعميم لآليات الاستدلال الدقيق.
            إذن، يقوم الاستدلال التقريبى فى المنطق الغائم بدور رئيسى، حيث يُمکننا من استنباط النتائج التقريبية من القضايا اللايقينية أو غير الدقيقة، والتى يُطلق عليها القضايا الغائمة. وقد أتاحت آليات ذاک الاستدلال- الاستنباط التقريبى - بقيم الصدق الجزئى، ومن ثم فقد نجح فيما أخفق فيه الاستدلال الدقيق- الاستنباط الدقيق - لذا يعتمد المنطق الغائم على المنهج الاستدلالى التقريبى، الذى يعتبر فى مضمونه منهجاً استنباطياً متطوراً وملائماً لاستنباط النتائج التى تجسد المعرفة، والذى يجيد التعامل مع العالم  المتغير الحافل باللايقين، کما أنه خير معبر عن حياتنا اليومية التى يشوبها التغيير والتجديد فى کافة الأمور.