مناقشات مجلس النواب العراقي لميزانية وزارة المعارف (1925- 1945م)

توصل البحث الى جملة من النتائج:-      
1-        بدأ التعليم في العراق بخطوات بطيئة بعد تشکيل مجلس النواب العراقي عام 1925، إلا أن المناقشات ومداخلات النواب أثمرت عبر جلسات متنوعة للمجلس في الضغط على مسؤولي وزارة المعارف سواء بحضور المسؤولين إلى مجلس النواب، او حتي تواصل النواب مع الملک فيصل الأول من اجل تطوير العملية التعليمة.
2-       أصبحت مطالبات النواب الصريحة بشأن زيادة نفقات التعليم الشغل الشاغل لعدد کبير منهم وفق اعتبار انه حق شرعي ووطني لجميع العراقيين . إذ طالب النواب في کل جلسة خاصة بالميزانية العامة لوزارة المعارف برفعها، وايجاد الموارد اللازمة لها، دونما الاعتماد على الاموال التي يمکن ان يتم جبايتها من اولياء امور الطلاب.
3-       أجبر مجلس النواب العراقي رؤساء الوزراء المتعاقبين على تخصيص نسبة کبيرة من الميزانية للتعليم. إذ استطاع عبر نقاشاته المستمرة لميزانية المعارف من تحقيق ذلک الأمر ويعبر ذلک عن حس وطني لدى النواب باهمية التعليم ودوره في رفع المجتمع الى مصاف الدول المتقدمة.
4-       خصصت المبالغ لتطوير کفاءات المعلمين والمدرسين، وزيادة نفقات بناء المدارس، وطبع الکتب، وارسال بعثات طلابية خارج العراق وتطوير المعاهد وانشاء الکليات، ازدياد إقبال الطلبة على التعليم بعد بناء عدد من المدارس، وتخريج أعداد من المعلمين والمدرسين. إذ اصبحت القدرة على الوصول الى المدارس في اماکنها المختلفة اسرع من ذي قبل، بعدما توافرت کافة السبل في تحقيق ذلک، جرى فتح عدد من الکليات والمعاهد، وخصصت لها مبالغ مناسبة. إذ ساهمت مطالبات مجلس النواب واقرار الميزانية بعد رفعها في اعضاء شرعية قانونية وإلزامية لإنفاق تلک الميزانية فيما وضعت له، ان مطالبات مجلس النواب العراقي لزيادة النفقات المالية على التعليم جاء من حرص النواب على خلق جيل جديد واعي . وربما يعود ذلک في جزء کبير منه من الخلفيات التعليمية والثقافية للنواب، والتي کانت دوما دافعا لهم نحو المطالبة بتحسين حالة التعليم في البلاد.
5-       شهدت المدة ما بين (1925 – 1940)، زيادة واضحة في ميزانية وزارة المعارف ، الا أنها شهدت تزايداً فى المدة ما بين (1941- 1945)، ربما يرجع في ذلک إلى أوضاع البلاد  الداخلية وقيام ثورة مايو/ مايس عام 1941 في العراق، وکذلک اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ اثرت تلک العوامل بشکل سئ للغاية، لا سيما ان توفير اعتمادات وزارة المعارف کان يذهب إلى الموارد المخصصة للحرب.