المُدَاراة في عامِيَّة مَدينَة الخارِجة: قِرَاءة تَداولِيَّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية , کلية الآداب, جامعة الوادي الجديد, مدينة الخارجة

المستخلص

يختصُّ مصطلحُ (المُداراة) في علم اللُّغَة الحَديث بالطَّريقةِ التي يتّبعها أصحابُ اللُّغةِ لحِمايةِ ماءِ وجهِ المتلقّي –إن صحَّ التَّعبير- و يقتربُ هذا المصطلحُ  ممَّا يُعْرَف بـ (نظريَّةِ التّأدُّب) عندَ (براون وليفينسون 1987م)، کمَا أنَّه وثيقُ الصِّلةِ أيضًا لما ذهبَتْ إليه (ستيلا تينغ) 1985م مِن نظريَّةٍ عُرِفَتْ باسمِ (تفَاوضِ الوجهِ) التي ترْمي من خلالِها إلى الحفاظِ على الصُّورةِ الذّهنيَّةِ للذَّاتِ المرغُوبةِ، وما يريدُ الفردُ أَنْ يقدّمَه إلى الآخرينَ. ولأنَّ الأنظمةَ اللُّغويَّةَ التَّفاعليَّةَ تسْتنِدُ إلى حدِّ کبيرٍ إلى المباديء العامَّةِ، ولکن يختلِف تطبيقها باختلافِ وتنوعِ الثَّقافات؛ آثرتُ اختيار ثقافة مدينة (الخارجة) بمحافظةِ الوادي الجديد لرصدِ دورِها في تحديدِ الدلالات، فثقافة المکان استدعتْ توظيفَ ألفاظٍ تکسو المعاني السَّلبيَّة، وتخفِّفُ من وطأتِها على المتلقّين، لذا تتناولُ هذه الورقة البحثيَّة بعض المصطلحَات التي تطوَّرت بدافعِ (المُدَاراة) قصدَ التَّلطف والتَّأدُّب في التَّعبير، انطلاقًا من کون (المُدَاراة) وسِيلة لُغوية تمَکِّنُنا من التَّصريحِ بما يعدُّ ممنوعَ الذّکر فِي المُجتمع اللُّغوي بکلماتٍ أخرى للتَّعبيرِ عما هو محظور، ولعلَّ هذا المحظور ليس هو المَقصِد الوحيد لهذا الاسْتبدال کما سيتبيَّنُ لنا في رحلةِ (المُدارَاة) التي تهدِف إلى أمور عِدَّة أهمّها دفعُ انزعاجِ المتکلّم والمتلقّي، وتحقيقِ التّواصلِ الإنسانيّ الراقي.

الكلمات الرئيسية