السرد النسائي في الرواية الليبية دراسة في الأدب الليبي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية البنات – جامعة عين شمس

المستخلص

وبعد، ففي ختام بحثي هذا المرسوم بـ: (السرد النسائي في الرواية الليبية) أرى من الأهمية أن أُثبت هنا أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج أراها جديرة بالتسجيل، لعلها تفيد الباحثين والمهتمين في الحقل الأدبي لا سيما المشهد الروائي الليبي والعربي على حدٍ سواءٍ، ومن هذه النتائج الرئيسة:

إنّ الرواية الليبية على الرغم من حداثة عهدها قد شهدت تطورًا على مستوى الشکل والمضمون، وفرضت ذاتها على السّاحة العربية والعالمية، وذلک بترجمة بعض نصوصها إلى اللغات الأجنبية الأخرى التي وجدتْ أهمية لمثل هذه النصوص الإبداعية.
تُبيِّن الدراسة سيطرة الهموم الاجتماعية على الرواية النسائية، وذلک بسبب الموروث الثقافي والتاريخي الذّي عانت منه المرأة طويلًا، خاصة من الرّجل – سواء أکان أبا أم زوجا أو أخا أو خالا – حيث تميزت حياتها معه بالقسوة والإهمال والحرمان من التعليم، وقد رأت الأديبات محل الدراسة أنهن أولى بالحديث عن قضايا المرأة من الرجال الذين لهم ما يشغلهم هم أيضًا.
أثارت الرواية النسائية الليبية عدة قضايا تشکل همَّا نسويًا في فترة کتابة النّصوص موضوع الدراسة، مثل: التزويج المبکر للفتاة، والزواج بالإکراه، وزواج الأب بأخرى، ورسمت صورًا لمعاناة المرأة المتزوجة من تعسف الرّجل متجسدة في بعض المظاهر کالتهديد بالطلاق، والحرمان من الأطفال، والزواج بثانية، فضلا عن ممارسة وصايته عليها، وهضم حقوقها.
يساعد الأدب النسائي في التعرف إلى نوعية إحساس المرأة في تعاملها مع ما يحيط بها وخاصة الرجل.
نشأت الرواية الليبية منبثقة عن القصة القصيرة، لذلک لم تکن لديها استقلالية، ولم تکن فنًا قائمًا بذاته في بداية ظهورها؛ وتجاوزت الرِّوائية الليبية الحدود بين مختلف الأجناس الأدبية المتعارف عليها في نصّها الروائي؛ فتداخل الشعور والخاطر مع الرواية، وهو ما أضفى على هذه الروايات تميُّزًا في اللغة والأسلوب.
في السبعينيات من القرن الماضي تدفق ينبوع الرواية الليبية وأخذ عددها يتزايد على مدى السنوات التي تليها، وظهر أول نص روائي نسائي ليبي تحت عنوان "المظروف الأزرق" للکاتبة مرضية النعّاس.
تفردت المرأة في الرواية النّسائية الليبية بدور البطولة المطلقة وکثرة الحضور والتأثير في الأحداث، وفي المقابل نجد انحسارًا لدور الرّجل في المجتمع الليبي، مما جعل صورته سلبية في الغالب، فهو الزوج المستهتر، والأب القاسي.
إنَّ الإبداع النّسوي الليبي في مجال الرواية؛ وإن کان مقتصرًا على الهم الخاص وقضايا المجتمع الليبي؛ إلا أنّه قد اهتم أيضًا بهموم أخرى وطنية وقومية خارج نطاق الوطن، وهو ما يعني أن الروائية الليبية لم تکن منغلقة على نفسها ومتقوقعة على ذاتها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية