نشاط ووظائف البحارة فى مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ – کلية البنات – جامعة عين شمس

المستخلص

إعتاد المصرى القديم على إستخدام المراکب کوسيلة نقل رئيسة فى طول البلاد شمالاً وجنوباً، ولذلک کان طبيعياً أن يتجه المصرى القديم للإبحار بالسفن فى البحار منذ فجر التاريخ، وربما کان لإکتشافه الشراع أکبر الأثر فى تسهيل السفر لما وفره من زيادة فى سرعة الإبحار وتقليل المجهود البدنى للمجدفين لمسافات طويلة، وکانت الرحلات عادةً تسير بمحاذاة الساحل بواسطة التجار أو الصيادين.
وإقتصر النشاط المصرى فى البحر الأحمر على الساحل الأفريقى، ولم يتجاوزه إلى الساحل الأسيوى فى جنوب البحر، ولعل السبب فى ذلک هو خطورة الملاحة فى عرض البحر الأحمر مما جعل المصريين يلتزمون الساحل فى إبحارهم فى البحر الأحمر، علاوة على توافر السلع التى کانوا يطلبونها فى الساحل الأفريقى وإفتقار الساحل الأسيوى لها، فلم يکن هناک ما يدعو المصريين أن يخاطروا بالإبحار فى عرض البحر الأحمر إلى شاطئه الأسيوى.
وظهرت شواهد النشاط البحرى فى عصر الدولة القديمة بوضوح فى عصر الأسرة الرابعة فى عهد الملک سنفرو، والذى بنى سفن يتراوح طولها بين 40 و 60 ذراعاً، وبلغت إحداها حوالى مائة ذراعاً کما جاء على حجر بالرمو، وهذه المقاسات ربما تظهر أنها کانت سفن بحرية وليست نهرية. علاوة على ظهور سفن kbnt التى يرى Faulkner أنها سُّميت بهذا الاسم لأنها کانت مخصصة للرحلات بين مصر وجبيل.
وذکر Newberry أن سفن kbnt هى سفن کانت تُصنع فى منطقة kbn ، وهى جبيل (لبنان حالياً) على الساحل السورى لتوافر الأخشاب، ولذلک إشتهرت بهذا الاسم نسبة إلى مکان صناعتها وليس لکونها مخصصة فقط للإبحار إلى جبيل، ويؤکد ذلک إستخدامها من قبل المدعو "حنو" زمن الأسرة الحادية عشرة، وحتشبسوت زمن الأسرة الثامنة عشرة فى بعثاتهما إلى بلاد بونت. کما استخدمت فى بعض الأوقات للإبحار فى النيل حتى أنه فى عصر الأسرة السادسة والعشرين وتحديداً فى عهد أحمس الثانى وبسماتيک الثالث کان هناک أسطول من سفن الـ kbnt فى سايس.
وتدل النصوص والرسوم الصخرية التى عُثِر عليها فى منطقة وادى الحمامات والتى تصف مجموعات من البحارة فى سفنهم برفقة قائد السفينة على نشاط البعثات المتجهة إلى بلاد بونت، حيث کانت تسير السفن فى نهر النيل ثم تفکک وتُحْمَل عبر الصحراء ويعاد ترکيبها على ساحل البحر الأحمر لإستکمال رحلتها إلى بلاد بونت.  
ولقد نُقِش على حجر بالرمو أن الملک ساحورع – من ملوک الأسرة الخامسة – أرسل بعثة إلى بلاد بونت عند الشاطى الصومالى بأفريقيا لإحضار بعض المنتجات التى إشتهرت بها تلک البلاد مثل البخور والذهب والأبنوس.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية