فعالية برنامج معرفى سلوکى فى خفض حدة بعض أعراض الجهاز الهضمى السيکوسوماتية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم النفس - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

إتسم القرن الحادى والعشرون بجملة من المتغيرات والتطورات السريعة والمتلاحقة فى جميع ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وفى المعرفة العلمية والتطبيقات والأساليب التکنولوجية ، وعلى الرغم من تميز هذا العصر بالتطور العلمى والتقدم التکنولوجى والصناعى والمعلوماتى وإنتشار الفضائيات وتحول العالم إلى قرية صغيرة والتأکيد على مفهوم العولمة  Globalizationسيطرت النزعة المادية على النزعة الإنسانية فى مختلف جوانبالحياة وظهرت تغيرات شديدة الوضوح فى ثقافة الأفراد والمجتمعات وأساليب حياتهم وعلاقاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطموحاتهم ، وزادت الصراعات والتحديات والتنافسات والأمنيات والأطماع بين البشر، وإنتشرت الحروب والمجاعات والأمراض والبطالة والفقر والجرائم ، وتزايدت الضغوط والانفعالات والمشاعر السلبية من قلق وخوف وتوتر وإحباط وإکتئاب وإغتراب ، تلک التى تؤدى إلى تغيرات فسيولوجية داخل أعضاء الجسم مما يسبب العديد من الأعراض والأمراض المزمنة المستعصية على الشفاء .
والتعرض المستمر لضغوط الحياة Life Stressor وللأحداث المؤلمة يکون له أثر سلبى على الصحة النفسية للفرد حيث يخل بالاستقرار والتوازن النفسى ، فعدم القدرة على الإدارة الجيدة للانفعالات السلبية المتولدة عن مواجهة تلک الأحداث للتکيف معها يجعلها تمثل لدى البعض ضغوطاً نفسية سلبية تظهر فى صورة إستجابات نفسية وفسيولوجية غير توافقية تُعرف بإسم الاضطرابات النفسجسمية أو السيکوسوماتية.( هويدا سعد ، 2003 ،44 )
وقد أدى ذيوع وإنتشار الأمراض السيکوسوماتية فى العصر الحاضر إلى زيادة الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية فى نشأة هذه الأمراض وعلاجها وترتب على ذلک ظهـور الاتجاه النفسـىالجسمـى فى الطب وهو ما يعرف بالطب السيکـوسومـاتى Psychosomatic Medicineالذى يهتم بالمريض کما يهتم بالمرض ، ويتعامل مع الانسان ککل متکامل متضمناً الجسم والنفس معاً.(محمد شعلان ،1979 ،123)
ومع ظهور هذا النوع من الطب تغيرت وجهات النظر حول تناول ظاهرة الأمراض السيکوسوماتية تلک الظاهرة التى تعوق الفرد فى توافقاته وتطوره وتؤدى به إلى التعطل والتأخر وأصبحت مشکلة فى علم وظائف الأعضاء وعلم النفس، وساهمت عدة مدارس فى مجال البحث عنها (جمال السيد تفاحة ، 1999 ،5)
ومن أهم الأمراض النفسجسمية التى تعود إلى الأزمات النفسية (قرحة المعدة والأمعاء والإسهال المزمن والتهاب المفاصل والربو وأمراض الجهاز التنفسى والذبحة الصدرية والجلطة الدموية والصداع النصفى والبول السکرى  وضغط الدم الجوهرى ، وقد إنضم لهذه القائمة الأورام السرطانية وغيرها من الأمراض الفتاکة کالسکتة الدماغية والسکتة القلبية     ( عصام أبو الفتوح ، 2005، 2)
ويرى  لينرولکر أنها إضطرابات عضوية يلعب فيها العامل الإنفعالى دوراً هاماً وقوياً وأساسياً وترجع أسبابها إلى عوامل نفسية بينما تتخذ أعراضها أشکالا جسمية وقد دلت البحوث النفسية والطبية النفسية أن العامل النفسى يکمن وراء معظم الاضطرابات العضوية الجسدية وأن نسبة الشفاء من هذه الأمراض تزداد کلما إرتفعت معنويات المريض وتحسنت حالته النفسية  , 1993)(Lynn's Walker
کما أن العلاج الدوائى لا يفضى بمفردة إلى الشفاء من هذه الأمراض بل يمنع تفاقمه فقط ، ويتطلب العلاج الفعلى تغيير أسلوب حياة الفرد وتعلم إستراتيجيات فعالة فى التعامل مع الإنفعالات (He,Kearney,Whelton,2003)
نتيجة لذلک تصبح دراسة الأمراض السيکوسوماتية على درجة کبيرة من الأهمية لأنها فى تزايد مستمر يستوجب التدخل حتى لا تتوقف عجلة النمو والتقدم والتطور وتعطل الثروة البشرية

الكلمات الرئيسية