المشکلات السلوکية وعلاقتها بالأتصال الاسري لدى الاطفال المتأخرين لغويا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم النفس - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

إن الطفل في العصر الحديث أصبح موضع اهتمام من العالم کله حيث أقيمت العديد من المؤتمرات و المشروعات اشترک فيها العلماء والخبراء المهتمين بالطفل من کافه أنحاء العالم بهدف الحفاظ على حقوق الطفل وتوفير له الحياة الکريمة والبيئة المناسبة التي تساعده على تکوين شخصية سوية مما يتيح له فرصة أن يکون إنسان متميز يساعد على تقدم المجتمع لأن الأطفال هم شباب المستقبل والبنية الأساسية لأي مجتمع فأن الاهتمام بهم يجعل المجتمع أفضل، و تحقيقا لذلک اهتمت کافة المجالات والعلوم بالطفل وحياته .
         وعلم النفس کان من أهم العلوم التي اهتمت به حيث أجريت العديد من الدراسات والأبحاث ووضعت النظريات التي تهتم بدراسة حياة الطفل ومظاهر نموه عبر مراحل الطفولة المختلفة وکان الاهتمام ينصب بصفة خاصة على مرحلة الطفولة المبکرة لأن هذه المرحلة يتضح فيها الملامح الأساسية لحياة الطفل وشخصيته ،لذلک فإن مظاهر النمو في تلک المرحلة يکون لها تأثير واضح على کافه المظاهر في مراحل النمو الأخرى وخاصة النمو اللغوي حيث أن اللغة تعتبر إحدى أهم أشکال التواصل التي تتيح للطفل نقل المعلومات للأخرين بصورة دقيقة ومفصلة کما تعتبر هي حلقة الوصل بين الطفل والبيئة المحيطة به 
        لذلک اهتم العديد من العلماء والباحثين بدراسة النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المبکرة , حيث أکدت Elaine 2006 " إن الطفل في هذه المرحلة تنمو حصيلته اللغوية حيث تصل في سن خمس سنوات إلى ( 2500- 3000 ) کلمة , ويعبر بکلمات عن ظرف الزمان والمکان ويستطيع أن يعبر بالکلمات عن المشاعر المعقدة مثل ( الإحباط والفضولية ) وتنمو حصيلته اللغوية من خلال خبرة الطفل اليومية وعلاقته بالراشدين المحيطين به"                   Elaine,2006,p23) )                                   .
      وهذا يؤکد أن  البيئة المحيطة بالطفل تعتبر إحدى أهم العوامل التي تؤثر على نمو اللغة لديه  "حيث أن المحيط الأسري  والرعاية المحيطة بالطفل من أفراد الأسرة الذين تقع عليهم مسئولية التربية اللغوية للطفل وخاصة الأم لأن العلاقة الطبيعية بين الأم وطفلها تشجع  على تعلم اللغة بشکل جيد , ولکن قد تقع الأسرة في بعض الأخطاء أثناء تعاملها مع الطفل حتى لو کان الوالدين مؤهلين لدورهم و مزودين بثقافة لا بأس بها فمثلا يوجهون للطفل کلام مجرد دون تحديد الأشياء والأحداث الملموسة الأمر الذي يؤدي بالطفل إلى عدم الفهم ويعتاد تبعا لذلک على تکرار کلمات خاوية من المضمون مما يعرض الطفل للمعاناة من اضطرابات في للغة"        (فاروق الروسان ,2000،ص15)                                            
      مع الأخذ في الاعتبار أن لکل مرحلة من مراحل الطفولة المشاکل التابعة لها والتي يجب التغلب عليها قبل نهاية المرحلة التي تظهر فيها و إلا استمرت إلي المرحلة التالية وزادت حدتها وشدتها و تأثيرها السلبي على حياة الطفل ،و تأخر النمو اللغوي قد يزيد من تلک المشکلات لأن الطفل يفقد قدرته على استخدام اللغة بشکل طبيعي و التعبير بها عن احتياجاته ومتطلباته و انفعالاته مثل الأطفال الأخرين في نفس عمره طبقا لمظاهر النمو اللغوي الطبيعية في تلک المرحلة ،مما قد يؤثر سلبيا على سلوکيات الطفل وقدرته على التعامل مع الأخرين.
       فقد  يصبح الطفل أکثر عدوانية في تصرفاته لأنه لا يستطيع التعبير جيدا عما يريد وقد يتعرض  للسخرية من الأخرين  لأنه لا يستطيع استخدام اللغة جيدا فتزداد عدوانيته دافعا عن نفسه من تلک السخرية التي تزيد شعوره بالعجز و النقص ,کما قد تزداد ثورة الطفل وغضبه لأنه لا يستطيع التعبير جيدا عن احتياجاته ومتطلباته , وغيرها من المشکلات والسلوکيات الأخرى التي تؤثر سلبيا على الطفل

الكلمات الرئيسية