النزعة التأملية في شعر حکّام الجاهلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم اللغة العربية -کلية الآداب والعلوم الإنسانية-الجامعة القاسمية

المستخلص

     يتحدث البحث عن النزعة التأمليّة في شعر حکّام الجاهليّة، مؤکداً الارتباط الوثيق بين التّأمّل والشعر والتحکيم عندهم، فالشعر من أرقى الفنون الإنسانية وأعمقها؛ لأنه ينبع من الحياة الإنسانية نفسها، ويقوم على صدق التجربة الذاتية، والمعاناة الشخصية، والشاعر القاضي حمّل شعره ثمرة تفکيره وتأمله، وبثّ أفکاره وآراءه ونظرته للکون والطبيعة وحياة الإنسان ومصيره ومأساته وقلقه الوجودي، وفنائه المحتم، وأظهر الشاعر ذلک من خلال فنه وما فيه من أدوات التعبير المختلفة من ألفاظ وخيال وصور فنية.
     وقد بدأ البحث بمقدمات نظرية، وضّح فيها معنى التأمل لغة واصطلاحا، وعّرف بالحکّام الشعراء، ثم وقف عند بواعث التأمل عندهم، فکان من أهمها الخبرة في الحياة والتجربة الغنية فيها، والاطلاع على أحوال الناس وشؤونهم، والتکوين النفسي، والروح الدينية عند بعضهم. ثم جاءت الدراسة التطبيقية لتقف عند موضوعات التأمّل في شعر الحکّام وأهم سماته، فکان من أبرزها التأمّل في الطبيعة والکون، والتأمل في أحوال الإنسان وسلوکه الاجتماعي، والتأمّل في الحياة والموت، والزمان وتصاريفه.
      وتبيّن أن التأمل کان سمة إنسانية بارزة عند معظم الشعراء الحکّام، ولکنها اختلفت من شاعر إلى آخر کثرة وقلة ومضمونًا وأسلوبًا، إلا أنّهم في النهاية يسعون جميعاً وراء الحقائق، لإدراکها وإثباتها، والاستفادة منها للتوازن النفسي والسمو الروحي، ولتغيير ثقافة المجتمع والارتقاء بها. 

الكلمات الرئيسية