جرائم الانترنت فى المجتمع المصرى (دراسة ميدانية بمدينة القاهرة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الاجتماع - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

ولدت الثوره التکنولوجيه عبر الانترنت ظهور أنماط جديده من الجرائم لم تکن موجوده من قبل ، کما يسرت إرتکاب بعض الجرائم ، حيث أصبح من اليسير التعدى على الحياه الخاصه للأخرين وبث الإشاعات وانتحال صفتهم وسرقه البريد الالکترونى وممارسه الابتزاز والتهديد ، والنصب والاحتيال عبر شبکه الانترنت. کما تغيرت أشکال بعض الجرائم کجريمه السب والقذف والتشهير ، حيث أنتقل الشجار من الواقع المعايش فى نطاق السکن والجوار الى الواقع الافتراضى فأصبح فى إمکان الجانى إقتراف جريمته بسهوله نظرا لتملکه ادوات الدخول عبر الشبکه ، والوصول الى المجنى عليه بغض النظر عن المکان والزمان وذلک دون الإفصاح عن هويته وترکيب بعض مقاطع الصوت والصوره وإلصاقها بالمجنى عليه زورا وبهتانا .
کما أحدثت الثقافه الکونيه تغير فى منظومه القيم الاجتماعيه والاخلاقيه للمجتمعات المحليه، فأنتشرت بعض القيم السلبيه کالرغبه فى الانتقام والثأر وتشويه سمعه الاخرين وعدم احترام الأخر وخصوصيته ،وأصبح الافراد يستغلون مهاراتهم التقنيه فى إيذاء الأخرين حتى لمجرد اختلافهم معه فى الرأى ، اى ان الفضاء الالکترونى أصبح مسرحا لإرتکاب الجرائم التى لم تعد تنحصر فقط فى إطار الجرائم المضرة بالافراد ، بل امتدت لأنماط أخرى تمس الأمن الوطنى والاقتصاد المحلى وانتهاک حقوق الشرکات والمؤسسات باختلاف أنواعها، فعمدت بعض المؤسسات الى التشهير من خلال الحملات الدعائيه الکاذبه عبر الانترنت ضد المؤسسات المنافسه لها والعامله فى نفس المجال وذلک للإستيلاء على أکبر نسبه من ارباح السوق وهز ثقه عملائها بها.
هذا فضلا عن اختلاف خصائص ضحايا جرائم الانترنت عن ضحايا الجرائم التقليديه ، حيث اتاحت شبکه الانترنت امکانيه الوصول الى الضحايا فى اى وقت وفى أى مکان ، وإمکانيه إلصاق التهمه بالمجنى عليه وخاصه النساء منهن ، من خلال ترکيب الصور والفيديوهات بشکل غير حقيقى ومشارکه تلک المقاطع مع عدد کبير من الافراد وفى غضون دقائق محدوده .
کما إختلفت خصائص مرتکبى تلک الجرائم عن مرتکبى الجرائم التقليدية، فمجرم الإنترنت ذو مهارات تقنية ومهارية عالية، يتمتع بالذکاء والقدرة العالية فى استخدام الشبکة، کما أنهم لا يميلون إلى استخدام العنف بقدر استخدامهم لقدرتهم الذهنية والعقلية والمهارية فى إرتکاب جرائمهم، هذا فضلاً عن تنوع مهن المتهمين فى هذه الجرائم مما يجعل من التنبؤ بالمشتبه فيهم أمراً صعباً.
 کما ادت الثوره التکنولوجيه الى حدوث تغيرات جذريه سواء فى مکان ارتکاب جرائم الانترنت أو فى اساليب ارتکابها ، فلم يعد المجرم الالکترونى فى حاجه الى الذهاب لأحد البنوک ليسطو على أرصده عملاءه على سبيل المثال، بل يکفى ان تکون هناک اى وسيله للأتصال بالشبکه سواء کان داخل البلاد أو خارجها وما دام يمتلک المهاره التکنولوجيه التى تمکنه من إرتکاب هذه الجريمه . کما لم يعد الجناه بحاجه الى استخدام ادوات حاده أثناء إرتکابهم لبعض الجرائم،  بل أصبحوا يعتمدون على کل ما توفره الشبکه من إمکانيه التواصل مع بعضهم فى مختلف دول العالم وتبادل الافکار والخبرات الاجراميه فيما بينهم، واستخدام اسماء وهميه (غير حقيقيه) فى الدخول على الشبکه، وخداع المجنى عليهم والتضليل بهم حتى لا يتم إکتشافهم . وقد أدى ذلک الى صعوبه التوصل الى مرتکبى تلک الجرائم ، وحتى فى حال اذا ما تم التوصل إليهم فهناک عده صعوبات تحول دون إثبات التهمه على الجانى ، وأضف الى ذلک قله العقوبات القانونيه المقرره لجرائم الانترنت حيث ان اغلبها تمثل فى عقوبات ماليه فقط ، مما يشجع العديد من الافراد على إرتکاب هذه الجرائم ، خاصه اذا أخذنا فى الاعتبار المکاسب الماليه الضخمه من جراء ارتکاب جريمه الکترونيه واحده . ولعل هذا يعد مؤشراً هاماً لخطورة جرائم الإنترنت فى المجتمع المصرى.

الكلمات الرئيسية