اتحادالقواسم وصراع المصالح في الخليج العربي 1763 – 1820م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

لعب القواسم دورا مؤثرا في تاريخ الخليج العربي، سواء من حيث علاقاتهم وصراعاتهم المحلية والإقليمية، أو من حيث مواجهاتهم العسکرية للقوى الاستعمارية الأوروبية في المنطقة وخاصة بريطانيا.
وقد ظهر بأن النشاط البحري للقوى العربية في الخليج، وخاصة تلک الأنشطة التي کان يقوم بها القواسم في البحر، کانت صورة لما يقع من علاقات أو صراعات بين القبائل في البر،وعلى غرارها کانت تتم تلک الأنشطة لحساب القبيلة في البحر أيضا، وبذلک لا يمکن إعتبارها قرصنة، إذا أخذنا مفهوم القبيلة على أنها صورة للدولة في مجتمعات الخليج وشبه الجزيرة العربية.
فقد مارس الأوروبيين على إختلاف جنسياتهم القرصنة في المحيط الهندي منذ ظهور البرتغاليين في القرن السادس عشر، واستمر أسلوب القرصنة شائعاً حتي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، حتى أن فرنسا کانت على سبيل المثال ترخص لبعض بحارتها المشهورين بالجرأة والمغامرة بمهاجمة سفن الأعداء والحصول على الغنائم التي تنتج عن ذلک لحسابهم الخاص، ولعل ذلک هو أهم فرق بين القرصنة والحروب الرسمية، أي أنه إذا تم الإستيلاء على السفن لحساب الدولة فإن ذلک يکون من أمور الحرب المتعارف عليها، أما إذا إستولى أفراد لحسابهم الخاص على الغنائم فإنها تصبح بذلک قرصنة[1].
وإذا طبقنا هذا المفهوم في القانون الدولي على منطقة الخليج العربي في تلک الفترة فإن العمليات العسکرية التي کان يقوم بها القواسم، کانت تعتبر من الحروب الرسمية. ذلک لأن القواسم وصلوا إلى درجة لا بأس بها في التنظيم السياسي، ومن ناحية أخرى فإن القبيلة في المفهوم الإجتماعي السائد، کانت تشکل وحدة سياسية رسمية، وعلى الرغم من أن بريطانيا لم تعترف بذلک، حتي تتيح لنفسها القضاء على ما وصل إليه القواسم من قوة عسکرية وبحرية، إلا أنها عادت واعترفت بالقبيلة کتنظيم سياسي، يدل على ذلک أنها عقدت معهم المعاهدات والإتفاقيات .



[1]- ابراهيم، عبدالعزيز عبدالغني: مرجع سابق، ص138 وما بعدها؛ العقاد، صلاح: مرجع سابق، ص 9 – 92.

الكلمات الرئيسية