صراع القوي السياسية علي السلطة في روما خلال القرن الأخير من الجمهورية الرومانية في الفترة ما بين عامي (83-65ق.م.)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

يتناول هذا البحث موضوع صراع القوي السياسية علي السلطة في روما خلال القرن الأخير من عصر الجمهوري، وذلک من واقع المصادر الکلاسيکية (أي الأدبية) التي تتعرض بالحديث عن قرب لهذا الموضوع .
 ففي بداية الأمر استطاع السيناتوس أن يحتفظ بسلطاته وسيادته ،فيرجع الفضل في ذلک إلى سوللا الذي استرد ما کان قد فقده السيناتوس من مکانة وهيبة خلال احتدام الصراع الأخير بين سوللا نفسه وماريوس وأنصاره لکن ذلک کان مؤقتاً. لان سوللا ترک روما غارقة في خضم من المشاکل المثقلة بالکراهية، والتي نجمت عن سياسة العنف والبطش التي اقترفها تجاه الحزب الشعبي أو الديمقراطي.
  أخذت هذه الظواهر في النمو وازدادت خطورتها، وبمرور الوقت أصبح الصراع بين أطراف القوى السياسية هو العامل الحاسم في تحديد مجريات السياسة الرومانية، کما أتاحت لهم احتياجات الدولة تولى سلطات عسکرية مطلقة، حيث أن قائد الجيش هو صاحب السلطة الحقيقة في الدولة، ومن ثم أصبحت الانجازات العسکرية هي الأساس الوحيد للظفر بالقوة، وبالتالي أصبح تولى القيادات العسکرية الهامة هو الهدف الأکبر لدى الطموحين في الدولة. فيمکننا أن نتعرف في هذا الدراسة عن صعود أطراف القوي السياسية والوسائل التي اتبعتها لزيادة نفوذها وتقوية مرکزها ما ترتب علي ذلک من تدخلهم في صراعات من أجل الاستحواذ والسيطرة علي السلطة والتحکم في إدارة الدولة.
فإن الأحداث السابقة قد تمخضت عنها بعض الظواهر التي أثرت - بشکل فعال- على انهيار النظام الجمهوري وهى.أولاً: أن الدستور الروماني أصبح لا يطبق، رغم تمسک القادة دائماً بدعوى الحفاظ على القوانين ، إلا أنهم حين وقفت القوانين في طريقهم، قاموا بتغيرها حتى تحقق أغراضهم..ثانياً: أن السيناتوس والأطراف المعارضة کانوا دائماً لا يلتقون في أي حوار سياسي، بل إنما يقررون خلافاتهم بقوة السلاح.ثالثاً: أن صعود القادة العسکريين الطموحين، الذين تحولوا إلى قوى سياسية، وظهورهم على مسرح الحياة السياسية ، وتکوين تحالف سياسي بينهم لتحقيق مصالحهم ومواجهة معارضيهم ، أصبح يشکل خطراً دائماً على النظام الجمهوري 

الكلمات الرئيسية