البعثات العلمية في مصر في الفترة 1952 -1970

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص








تعد البعثات العلمية التي خرجت من مصر إحدى الوسائل التي ساعدت في إعداد الکفاءات العلمية داخل الدولة المصرية ، حيث بدأت حرکة البعثات العلمية خلال مراحل زمنية عديدة متجهة نحو دول مختلفة؛ انطلقت بعثات علمية خلال المرحلة الجامعية بهدف الحصول على درجات علمية أعلى کالماجستير أو الدکتوراه، وکذلک إعداد بحوث ودراسات في مجالات بعينها ساعدت بلا شک في تطوير وتحديث العملية التعليمية من جهة؛ وزيادة القدرات الذهنية والعقلية لدى المبعوث الذي هو في الأصل يُعد کفاءة في دولة ينقصها الأدوات العصرية والقدرات المادية للوصول إلى أداء علمي أفضل انعکس بالضرورة على الارتقاء بالمستوى الثقافي والعلمي للمجتمع المصري.
ومن الضروري معرفة أن البعثات التى خرجت من الدولة المصرية کانت فى شکل ثلاث فئات؛ کانت الفئة الأولى هي البعثات التى خرجت في إطار رسمى من خلال جهات محددة، والثانية کانت الأفراد الذين خرجوا للدراسة فى الخارج على نفقتهم الشخصية ، أما الثالثة فکانت من  المبعوثين الذين اکملوا دراستهم أو لم يتمکنوا من استکمال دراستهم وقرروا الاستقرار بالمهجر وعدم العودة مرة أخري.
کانت معظم الکفاءات العلمية المهاجرة إلى الخارج هم الطلاب الذين اُبتعثوا على نفقة الدولة وبعد انتهاء فترة الدراسة فضلوا البقاء في الدول التي درسوا فيها؛ مما تسبب في إهدار المال العام؛ حيث أٌنفقت مبالغ طائلة في تمويل دراستهم ومعيشتهم في الخارج.
وقد أطلق أسماء مختلفة على ذوى الکفاءات منها: أصحاب المهارات والمواهب والمخترعون، وقد اشتملت على الطلاب الذين سافروا إلي الخارج من أجل الدراسة، أو الاختصاصيين الذين سافروا بلا عودة، غير أن هجرة العقول شملت الأطباء والمهندسين والعلماء، أي أصحاب الکوادر والمهارات الجامعية العلمية والتقنية، ومن مرادفات هجرة الأدمغة، هجرة العقول والکفاءات والعلميين، وتعد الدول المتقدمة من أکثر الدول استقطابا لهم وفى مقدمتها الولايات المتحدة وکندا وفرنسا، حيث تقدم لهم تلک الدول امتيازات لا توفرها لهم دول المنشأ، وتأتى مصر في مقدمة تلک الدول المصدرة.
وعلى الجانب الآخر تعمل الدول الجاذبة للکفاءات على استخدام کل السبل لاستکمال طرق الجذب، حيث قامت بتأسيس عدد من الهيئات والمؤسسات والجمعيات التي کان هدفها الأساسي عملية الاستقطاب لجميع الکفاءات العلمية من مختلف دول العالم، ومن تلک المؤسسات: مؤسسة خدمات العمل الدولية، ومرکزها الولايات المتحدة، ومؤسسة جامعة الأمم المتحدة ومرکزها طوکيو، وغيرهما من المؤسسات التي تقدم المنح الدراسية والبعثات لذوي الکفاءات من أجل جذب المزيد منهم ([i]).
ولنا أن نتفق أولا على أن حرکة البعثات الدراسية کانت حلقة فعَّالة منذ بداية نشأتها لذلک سوف نتوقف عندها لنرى بوضوح من جهة دور الدولة في تنمية تلک الحرکة ومدى الاستفادة منها، ومن جهة أخرى دور الفرد المهاجر من خلال دولته في تلک المنظومة العلمية على النحو التالي :





 

الكلمات الرئيسية