المطاعم والمقاهي في إقليم بنغازي التخطيطي دراسة لإحدى الخدمات السياحية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الجغرافيا - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

 

       السياحة ظاهرة بشرية مرکبة، فهي تنطوي على العديد من الأنشطة المتنوعة ، وهي کذلک صناعة تعتمد على مقومات طبيعية وأخرى بشرية، وتزداد قيمتها بتنوع مقوماتها إذ يتبع ذلک تعددًا في مواسمها وخدماتها الأساسية والمساندة ، وتتسم الخدمات السياحية بأنها خدمات لا يمکن نقلها Intransportable إلى حيث يتواجد راغب الطلب (کما هو الحال في السلع) وإنما يتوجب على راغب الطلب الانتقال إلى حيث تتواجد خدمة الضيافة أو الموقع الأثري أو المتحف ([1]).
وتعد السياحة من القطاعات الاقتصادية التى تحظى باهتمام کثير من دول العالم فى عصرنا الحالى؛ ذلک لما لها من دور إيجابى وکبير فى تطور ونمو قطاعات أخرى مصاحبة لوجود الأنشطة السياحية فى أى منطقة جغرافية .
وما انتشار الکثير من الأنشطة المصاحبة للمرافق السياحية إلا دليل واضح على أهمية السياحة وتأثيرها فى نشأة الکثير من الخدمات ، فعلى سبيل المثال انتشار المحال التجارية لبيع الهدايا ، ووسائل النقل والمواصلات وما تضمه من عمالة هذا إلى جانب ما تقدمه من خدمات متنوعة .
 فالسياحة ظاهرة اجتماعية ذات انعکاسات اقتصادية سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى المجتمعات والدول ، وللسياحة مردود إيجابى من ناحية الترفيه على الفرد، فالفرد الذى ينفق جزء من ماله على السياحة ، فإن باعثه على الأداء فى طبيعة عمله -  بعد قضاء فترة من الراحة والاستجمام فى مکان بعيد عن ضغوط العمل وارتباطاته المتنوعة - فإنه سوف ينعکس إيجاباً على الجانب الإقتصادى لمجتمعه بسبب التفاني وإتقان ما عليه من واجبات ، وبمستوى أفضل من ذى قبل هذا من جانب ، ومن جانب آخر أن الدول التى تحظى بوجود المنشآت السياحية المتنوعة هى أوفر من حظاً من غيرها حيث أن النشاط السياحي يستقطب الکثير من العمالة بدرجاتها المتنوعة.
تتعدد الخدمات السياحية ويلاحظ أنها کثيرة جداً ، وتختلف باختلاف البيئات السياحية ، ومقدرتها على تلبية رغبات السياح وتحقيق مستوى الرضا لديهم ، وتعد تلک الخدمات عناصر أساسية ومهمة للجذب السياحى ، والتى من الممکن أن تکون مقوم جذب لصناعة السياحة في أي إقليم ، ويلاحظ في إقليم بنغازي التخطيطي أن هذه الخدماتلم تحظبأى اهتمام من قبل جهات الاختصاص سواء من قبل الدولة أو من قبل المستثمرين ، على الرغم من وجود الطلب السياحى الدولي والمحلي على مدار العام إلى الإقليم .
وتعد خدمة المطاعم والمقاهي من بين أهم الخدمات الترويحية التي ينبغي توفيرها، فلايمکن الاستغناء عن الطعام أو الشراب بشتى أنواعه ، لاسيما إذا ما دعت الحاجة له أثناء الخروج من مکان الإقامة إلى أماکن أخرى مما يتطلب معه تناول مأکولات ومشروبات متنوعة ، لذلک فقد انتشرت الکثير من المنشآت ؛ لتفي بهذا الغرض سواء في المدن أم على طول الطرق التي تربط بين التجمعات السکانية .
 وقد تم استخدام جهاز تحديد المواقع الجغرافية في رصد مواقع أهم المطاعم والمقاهي بالإقليم ، وتبعاً لذلک تم إعداد الخرائط التي توضح التوزيع الجغرافي لهذه الخدمات في کل شعبية بإقليم الدراسة ، وفيما يلي نستعرض هذه الخدمات .
رغبة من الدولة الليبية في الاتجاه نحو التنمية الشاملة لکافة القطاعات ، والتنمية المکانية التي تشمل کل الأقاليم الجغرافية في البلاد ، تم طرح مشروع مخططات الجيل الثالث ( 2000 - 2025 ) ، وبموجب ذلک قُسمت ليبيا إلى أربعة أقاليم تخطيطية ، وهي من الغرب إلى الشرق إقليم طرابلس التخطيطي ، إقليم الخليج التخطيطي ، إقليم بنغازي التخطيطي ، وإقليم فزان التخطيطي ، وإلى الشرق من إقليم الخليج يقع إقليم بنغازي التخطيطي ( إقليم الدراسة )الذي يضم 5 شعبيات وهي شعبية بنغازي التي تحتوي العديد من المدن أهمها بنغازي ، الأبيار ، وسلوق ، وشعبية المرج وأهم المدن فيها مدينة المرج ، وشعبية الجبل الأخضر وأهم مدنها البيضاء ، شحات ، وسوسة ، وشعبية درنة وأهم مدنها مدينة درنة ، وشعبية البطنان التي تعد طبرق أهم المدن فيها، ويمتد هذا الإقليم على ساحل البحر المتوسط من منطقة المقرون الواقعة إلى الغرب من مدينة بنغازي بحوالي 80 کيلومتر إلى أقصى نقطة للبلاد شرقًا ، وتحديداً إلى الشرق من منطقة البردي ببضعة کيلومترات عند الحدود الليبية المصرية ، ويطل إقليم بنغازي على البحر المتوسط بمسافة تزيد عن 600 کيلومتر ، أما جنوباً فلا يمتد کثيراً ، إلا عند نقطة التمرکز الأمني الواقعة بين مدينتي إجدابيا وطبرق ، فيأخذ الإقليم في الامتداد صوب الجنوب حتى منطقة بحر الرمال العظيم ، وبمسافة تصل من البحر المتوسط إلى بحر المال العظيم إلى أکثر من 300 کيلومتر کأقصى عمق للإقليم في الداخل ، وتحديداً عند منخفض الجغبوب)[2](
 

خلاصة :-
 من خلال الزايارات الميدانية لإقليم الدراسة والتنقل بين أرجاءه سجلت جملة من الملاحظات تخص خدمة المطاعم والمقاهي وتوزيعها في الإقليم فقد تبين أنالمنطقة مترامية الأطراف حيث يربو طولها عن 650 کم تقريباً في اتجاه غربي شرقي، وتمتد ناحية الجنوب بطول يصل قرابة 300 کم عند منطقة الجغبوب، وتغطى بشبکة من الطرق المعبدة مع وجود قصور في خدمات المطاعم والمقاهي على امتداد هذه الطرق وغيرها من الطرق التي تربط بين المراکز الحضرية في الإقليم ومن الدراسة تبينت النتائج التالية :-
-       تترکز خدمات المطاعم والمقاهي بشکل ملحوظ في المدن ، وعلى طول الطرق التي تربط تلک المدن وبشکلٍ خاص الطريق الساحلي الممتد في شمال الإقليم في اتجاه من الشرق إلى الغرب.
-       تقل هذه الخدمات في البلدات والمراکز الحضرية الصغيرة ، وعلى طول الطرق الفرعية.
-       تنعدم هذه الخدمات على طول الطرق التى تمتد داخل الإقليم مثل طريق طبرق الجغبوب ، وطريق الخروبة مسوس ، وطريق سلوق مسوس .
-       تتوزع خدمات المطاعم بشکل عشوائي وغير منظم ، وتواجدها ناتج عن أهواء شريحة من السکان غير متخصصة وغير مدربة في مثل هذه الخدمات ، إذ لوحظ التذبذب في استمرار العمل فيها فکثير من المطاعم قد أقفلت أبوابها ، أو تغير نشاطها إلى نشاط تجاري آخر ، کما هو الحال في المطاعم التي توقفت عن العمل في منطقة الخروبة الواقعة على الطريق الرابط بين المرج وطبرق ، وتحديداً جنوب شرق مدينة المرج بنحو 60 کيلومتر [1] ، وکذلک الحال في عدد من المطاعم الموجودة على طول الطريق الرابط بين مدينة طبرق ومنطقة التميمي . 
 
 ([1])حميد عبدالنبي الطائي، 2004، التسويق السياحي مدخل استراتيجي،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، ص199.

1-الدراسة الميدانية، 2014 .