الحوار في القصة القصيرة عند يحيى الطاهر عبد الله

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية –کلية البنات –جامعة عين شمس

المستخلص

الحوار عنصر مهم من عناصر السرد القصصي، ويعد تقنية مهمة من تقنيات بنائه، کما أنه صفة لا تنفصل بأى حال من الأحوال عن الشخصية القصصية، ولهذا کان الحوار من أهم الوسائل التى يعتمد عليها الکاتب فى إضاءة الجوانب المتعددة للشخصية ؛ فالحوار يهدف إلى التعريف بالشخصية القصصية، وتقديم المعلومات اللازمة عنها، وبيان علاقتها بغيرها من الشخصيات داخل العمل القصصى، وکذلک علاقتها بمکان الأحداث، بالبوح أو الاعتراف، بالإضافة إلى الکشف عن الشخصية القصصية وتحولاتها المختلفة، وفى کل الأحوال يکون الحوار مشحوناً بـ " دلالات تنتمى إلى مجالات وعقول عديدة "([1]).
وللحوار عدة وظائف منها : تحديد اتجاهات الشخصية وسلوکها، ومن ثمّ " رفع الحُجب عن عواطف الشخصية وأحاسيسها المختلفة، وشعورها الباطن تجاه الحوادث أو الشخصيات الأخرى "([2]) ومن وظائفه أيضاً " الإيحاء بصدى الحدث، أو الإسهام فى تطوير هذا الحدث بما عسى أن يترتب على الحوار من فعل"([3]).
ولکى يقوم الحوار بوظائفه السابقة بالنسبة للشخصية، اشترط النقاد صفتين للقيام بذلک منها : ([4])

أن يندمج الحوار فى صلب القص ؛ لکى لا يبدو وکأنه عنصر دخيل عليه، متطفل على شخصياتها .
أن يکون الحوار سلساً رشيقاً، مناسباً للشخصية والموقف الذى قيل فيه، وأن يکون قادراً على الکشف عن جوهر الشخصيات وأعماق حياتهم الجسمية والروحية .

ومتى انتفى هذان الشرطان أو الصفتان فى أى حوار فإنه بلا شک يضعف بنيته اللغوية فى أداء دورها فى البنية الفنية للنص القصصى بأکمله([5]).
 



*کاتب مصري ولد فى قرية الکرنک ،مرکز الأقصر بمحافظة قنا ، عام 1938 ،له خمس مجموعات قصصية ،وثلاث روايات ،وتوفى عام 1981
([1]) محمد برادة، الرواية أفقاً للشکل والخطاب، مجلة فصول، مج 11، ع1 شتاء 993 1،ص 22 .


([2]) محمد يوسف نجم، فن القصة، دار بيروت للطباعة والنشر ،ط2 1956، ص118 .


([3]) محمد فتوح، لغة الحوار الروائى، فصول، مج2، ع2 شتاء 1982، ص83 .


([4]) انظر السابق، ص119 – 120 .


([5]) انظر السابق، ص 121 .

الكلمات الرئيسية